يشهد المستشفى الجهوي ببن عروس الياسمينات وتحديدا على مستوى قسم الولادات، منذ ليلة البارحة، حالة من الهلع والفوضى إثر ثبوت إصابة طبيبة بالقسم بفيروس كورونا، والتي قامت مؤخرا بقرابة 6 عمليات توليد قيصرية وكانت في احتكاك مباشر مع عدد من المرضى والإطار الطبي وشبه الطبي بالمستشفى، وفق ما أفادت به طبيبة تبنيج تعمل بالقسم المذكور حقائق أون لاين اليوم السبت 18 أفريل 2020. ورغم غلق القسم على الفور، يطالب حوالي 125 إطارا طبيا وشبه طبي حاليا بإخضاعهم للتحاليل اللازمة للتثبت من إصابتهم بالعدوى من عدمها، رافضين العزل الصحي بمركز برج السدرية الذي عاينوا فيه عديد الاخلالات وثبت إيواؤه لست حالات مصابة، داعين السلطات الصحية الجهوية في المقابل إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة تجاههم حتى لا يعرضوا عائلاتهم والمرضى وكل المحيطين بهم إلى خطر العدوى. وتعود أطوار القصة إلى نهاية الأسبوع الفارط، حيث استقبل القسم امراة على وشك الولادة كانت تحمل أعراض الفيروس، ولم يكن الممر المخصص لعزل الحالات المشتبه في إصابتها بكوفيد 19 جاهزا بعد، واضطر الفريق الطبي وشبه الطبي ومن بينهم الطبيبة المذكورة لتوليدها قيصريا بعد رفض مستشفيي الرابطة وأريانة استقبالها، حسب ما أكدته محدثتنا. وتابعت طبيبة التبنيج بالقول: "حاولنا أخذ الاحتياطات اللازمة بالامكانيات البسيطة الموجودة وواجهنا واجب إنقاذ المريضة وجنينها بكل صدر رحب خاصة بعدما أثبت فحص السكانار إصابتها بالفيروس نظرا لاستحالة الحصول على نتيجة تحليل العينة التي أخذت منها في وقت قصير، وتمت عملية الولادة بنجاح، قبل أن يتم توجيهنا إلى مركز العزل الصحي ببرج السدرية". وحدث أن طلب من الاطار الطبي وشبه الطبي المعزول مغادرة مركز العزل الصحي والعودة لمباشرة العمل بالمستشفى، بعد ثبوت عدم إصابة المرأة التي أجريت لها العملية القيصرية بفيروس كورونا وفق نتائج فحص سكانار ثاني أجري عليها بمستشفى أريانة، إلا أنه ما راعهم مساء أمس إلا ثبوت إصابة الطبيبة المعنية بكوفيد 19 وهي التي باشرت العمل طيلة الاسبوع الماضي وقامت بإجراء حوالي 6 عمليات قيصرية واحتكت بعديد المرضى والغطار الطبي وشبه الطبي بالقسم. وفي هذا الإطار استنكرت محدثتنا التسرع في أخذ قرار إخراجهم من العزل الصحي في المرة الأولى عندما كان عددهم لا يتجاوز 15 شخصا، وتعريض هذا العدد الكبير من الإطار الطبي وشبه الطبي والمرضى وعائلاتهم إلى الخطر، معبرة عن خوفها من أن يكون أحدهم أو عدد منهم أصيب بالعدوى ونقلوها بدورهم إلى آخرين من محيطهم العائلي والمهني.