تتواصل التحقيقات في فرنسا حول الاعتداء الذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص في مدينة نيس الساحلية الخميس ونفذه مهاجر تونسي. وقدم المدعي العام لمكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكار بعض المعلومات عن منفذ الاعتداء الذي أصيب بجروح خطيرة على يد الشرطة ونقل إلى المستشفى، وهو "تونسي يبلغ من العمر 21 عاما وصل إلى فرنسا في أكتوبر بعدما نزل في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية في 20 سبتمبر". ويدعى إبراهيم العويساوي، وهو من مواليد 29 مارس 1999، يبلغ من العمر 21 عاما، وينحدر من قرية سيدي عمر في بوحجلة بالقيروان وكان يقيم مؤخرا في صفاقس مشيرة إلى أن الشرطة زارت أسرته هناك يوم الخميس وتجري تحقيقات معهم. وأوضح ريكار أن "المهاجم تقدم نحو قوات الأمن "بطريقة تهديدية مرددا الله أكبر مما اضطرها لإطلاق النار"، بعدما تمكن في وقت سابق، "فريق من شرطة بلدية نيس من شل حركته". مضيفا أن المحققين وجدوا بالقرب منه مصحفين وهاتفين وسلاح الجريمة وهو "سكين طوله 30 سنتيمترا يبلغ طول شفرته 17 سنتيمترا". وأضاف المدعي العام، أن المهاجم بعد وصوله إلى نيس قرابة فجر يوم الخميس، أمضى حوالي ساعة ونصف الساعة في محطة القطار، ثم ارتدى حذاء جديدا ووقع الهجوم بعد ذلك. التحقيقات في تونس وشرع القضاء في تونس بالتحقيق مع أفراد عائلة منفذ الهجوم، حيث قال نائب وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس محسن الدالي في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية الجمعة إن المشتبه به "ليس مصنفا إرهابيا لدى السلطات التونسية وغادر البلاد بطريقة غير قانونية في 14 سبتمبر الفائت ولديه سوابق قضائية في أعمال عنف ومخدرات". فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحات لأفراد من عائلته التي تقطن حيا شعبيا في محافظة صفاقس الواقعة بوسط تونس، حيث قالت إن ابنها (ابراهيم) "أصبح متدينا قبل سنتين تقريبا"، و"عندما قطع دراسته من المعهد عمل في محل لإصلاح الدراجات النارية". وقالت والدته لوكالة الأنباء الفرنسية إن ابنها "جمع 1100 دينار إلى 1200 دينار، أي نحو 400 يورو، وأنشأ كشكا لبيع البنزين" على غرار الكثير من الشباب في المنطقة الذين يسترزقون من هذه المشاريع غير القانونية. وحسب نفس المصدر، فإن منفذ الاعتداء "بدأ الالتزام بالصلاة والارتياد على المسجد خلال السنوات الأخيرة بعد أن تخلى عن تناول الحكول والمخدرات"، وصار "لا يجالس أحدا" من أبناء حيه. كما حاول الهجرة بطريقة غير شرعية مرات عدة إلى أن نجح في ذلك. وعند وصوله إلى إيطاليا في محاولته الأخيرة قبل شهر ونصف الشهر، أخبر العائلة أنه عمل في قطف الزيتون على ما يقول شقيقه. وأبلغ إبراهيم العائلة بوصوله الأربعاء إلى فرنسا للبحث عن عمل. ووقع هجوم نيس بعد أسبوعين تقريبا على مقتل مدرس في الضاحية الباريسية، بعد عرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في فصل دراسي حول حرية التعبير. وسبب قتله بقطع رأسه على يد روسي شيشاني يبلغ من العمر 18 عاما صدمة في البلاد.