أدى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، مساء أمس السبت 24 جويلية 2021، زيارة إلى ولاية قفصة، تفقّد في بدايتها المستشفى الميداني بالقاعة الرياضية بمدينة قفصة واطلع على مختلف مكوناته والتجهيزات التي تم رصدها حتى يتم الشروع في استغلاله قريبا، وتولى، بالمناسبة، تسليم سيارة إسعاف متطورة مخصصة لهذا المستشفى. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن إحداث هذا المستشفى الميداني في وقت وجيز يرمي إلى تعزيز إمكانيات مختلف الهياكل الصحية الجهوية والمحلية بولاية قفصة وتدعيم قدراتها في التعاطي مع جائحة كوفيد 19 والذي شمل أيضا تزويد الولاية بمكثفات الأكسجين ومستلزمات ووسائل وقاية مختلفة ووحدات مراقبة وأسرّة طبية واختبارات تحاليل سريعة. ثمّ تنقّل رئيس الدولة، إثر ذلك، إلى المستشفيات المحلّية بكلّ من أم العرائس والرديف والمتلوي وتحادث مطولا مع الإطار الطبي وشبه الطبي والإداري واستمع إلى مشاغلهم خاصة منها المتعلقة بتعزيز الموارد البشرية واللوجستية وتحسين ظروف العمل وتخصيص التجهيزات الضرورية للسيطرة على فيروس كورونا. وذكّر رئيس الجمهورية، بالمناسبة، بالجهود المضنية التي تم بذلها من أجل توفير ملايين الجرعات من التلاقيح وتجهيزات طبية متنوعة بفضل تضامن دول شقيقة وصديقة ومساهمة التونسيين بالخارج والمجتمع المدني. وأكّد على أنه أعطى تعليماته للصحة العسكرية للتنسيق التام مع الصحة المدنية والعمل جنبا إلى جنب في جبهة واحدة للقيام بحملة تلقيح واسعة في كامل تراب الجمهورية والوصول إلى المواطنين في الأرياف والمناطق النائية، فضلا عن التوزيع العادل للمعدات على كلّ الجهات حسب مقاييس علمية خالصة وشفافة ووفق الحاجة والأولويات. وأشار رئيس الدولة إلى أن الصراعات السياسية وفشل بعض الإجراءات التي تم اتخاذها في السابق لمواجهة جائحة كوفيد 19 تسبّبا في ما آل إليه قطاع الصحة بتونس اليوم، ودعا إلى أن يتحمّل كل طرف مسؤوليته في هذه الوضعية المتردية ووضع حد للاستهتار بصحة المواطن والاتجار بها، والتسريع باتخاذ تدابير جديدة لتدارك النقائص والأخطاء وإنقاذ حياة المواطنين، وإعادة النظر في منظومة الصحة العمومية. واعتبر أنه من غير المقبول تواصل المشاكل المتعلقة بتوفّر مادة الأكسجين في المؤسسات الصحية، مؤكدا على ضرورة تكوين مخزون استراتيجي من هذه المادة. كما حرص رئيس الدولة على الانصات إلى مشاغل متساكني ولاية قفصة والتي تمحورت حول المطالبة بتوفير المقومات الأساسية للعيش الكريم كالماء الصالح للشراب والصحة وخلق فرص الشغل والتنمية.
