بعد إلغاء القمة الفرنكفونية في تونس، تلاشى حلم سهام بلخوجة وأبنائها وبناتها من الراقصين والراقصات في بعث الحياة في عرض "قافلة تسير"، العرض الذي يضم عشرة راقصين من كل الولاياتالتونسية يشاركهم الرقص راقصون من أربعة وعشرين دولة فرنكفونية. تحضيرات حثيثة لهذا العرض اصطدمت بقرار تأجيل القمة الفرنكفونية، لكن الكوريغراف سهام بلخوجة لم تخضع للأمر الواقع وقررت ان تخوض تجربة مختلفة في جربة عبر مهرجانين إثنين هما " جربة دانس دايز" و" جربة دوك دانس". دون مخطط مسبق، قررت بلخوجة التنقل رفقة فريقها إلى جربة حيث حوّلوا الحلم إلى حقيقة وقدموا لوحات راقصة شارك فيه أهالي الجهة وتزينت بها فضاءات كثيرة في جزيرة الأحلام. في الفترة الممتدة من الثاني عشر إلى السادس والعشرين من ديسمبر، عرف التصاميم الكوريغرافية التي كانت معدة للقمة الفرنكوفونية ولادة جديدة ومعاني أخرى عنوانها المشاركين واللامركزية. وإلى جانب اللوحات الراقصة المتصفة بالتنوع والتي تنهل من الخطوات والإيقاعات العالمية والأمريكي وتقوم على تيمة الاختلاف والتنوع وقبول الآخر، كان الجمهور في جربة على موعد مع أفلام وثائقية موضوعها الرقص. ولم تعتمد بلخوجة وفريقها على دعم وزارة الشؤون الثقافية فحسب بل حاولت أن تجعل من التنقل الى حربة تجربة مختلفة وملهمة، من خلال التعويل على الموارد الذاتية. وبالتنسيق مع المندوبين الجهويين للثقافة والسباحة والتربية والرياضة في جربة، حاولت بلخوجة تبديد كل الصعوبات التي من شأنها ان تعرضها وفريقه وكان الترحال إلى جربة من قبل حوالي سبعين شخصا. هناك، امتلأت جربة رقصا وموسيقى، وتوشحت المعاهد التي كانت فضاءات للتدريب بالخطوات والإيقاعات، وسرى سحر الرقصات في دور الشباب وفي المركز التجاري وفي مركز التلقيح. والمهرجانان اللذان احتضنها جربة لم يكونا مجرد تظاهرتين عابرتين بل هما مغامرة خاضتها سهام بلخوجة وفريقها واكتشفوا من خلالها جربة وشبّكوا العلاقات مع أهلها. والعروض الراقصة تحملك الى مواضيع ورسائل كثيرة وتروي حكايات مختلفة ومتنوعة، ولم تقتصر هذه العروض على الراقصين والراقصات المحترفين بل شارك فيها أيضا أبناء جهة جربة في لوحات شدت إليها الأنظار. واستنادا إلى نجاح هذه التجربة، قررت سهام بلخوجة ان تستفيدوا في ولايات مختلفة تقضي فيها وفريقها عشرة أيام تعرض فيها عروضا راقصة للجمهور وتكتشف فيها الأماكن الزاخرة بالتاريخ والحكايات. *الصورة من صفحة "جربة دانس دايز" على فايسبوك
