بعد دورة تأسيسيّة تزامنت مع الذكرى السابعة عشرة لتأسيس المنصّة الإعلامية "نواة"، تنتظم دورة أخرى من المهرجان الذي يجمع أكثر من تعبيرة فنية لتتضمن البرمجة عروض أفلام، ونقاشات، ومعرض صور، وحفل موسيقي، بالإضافة إلى أنشطة أخرى مرافقة. في هذه الدورة الثانية تواصل "نواة" الاحتفاء بتجربتها بمجموعة من الأنشطة التي راوحت بين الإعلامي والثقافي، أنشطة من رحم المنهج الذي مضت عليه المنصّة منذ بداياتها لتظل مختلفة متفرّدة منحازة إلى الهامش ومؤمنة بالبدائل. على امتداد أربعة أيام من السادس عشر إلى التاسع عشر من شهر جوان الجاري يحاول المهرجان ملامسة الواقع عبر عدة محامى وبعد أن خاض في موضوع الاحتجاجات الشعبية في دورته الأولى ، يخوض في دورته الثانية في موضوع الحدود وحركات الهجرة. وانطلقت فعاليات المهرجان الخميس السادس عشر من جوان بافتتاح معرض صور بعنوان "خراج الشبكة/ خارج التغطية" ل"كالوم فرانسيس هيو"، في تجربة مارقة عن الأطر المكانية المألوفة، إذ ترصد يومي البدو الرحب في صحراء الجنوب الغربي التونسي في ظل التغيرات المناخية. وتحضر السينما في المهرجان بالعرض الأول لفيلم "ظاهرة/ متلازمة تونس" "Syndrome Tunis"" لهيثم السكوحي وهو فيلم وثائقي تمّ إنتاجه في إطار مشروع "إينّاوايشن"، وهي حاضنة مشاريع إعلامية إبداعيّة توفّرها "نواة" إلى جانب عروض أفلام "200 متر" لأمين نايفة من فلسطين و"زنقة كونتاكت" لإسماعيل العراقي من المغرب، و"143، شارع الصحراء" لحسن الفرحاني من الجزائر وهي أفلام تلتقي جميعها عند الوطن. وويلي المهرجان أهمية للنقاش والتفكير إذ تنتظم حلقتي نقاش عن موضوع الإعلام يوم السبت الثامن عشر من شهر جوان تناقش الأولى مسألة "الفاعلون الإعلاميون الجدد: صحافة أم صناعة محتوى"؟ وهي مساحة لاكتشاف التغييرات والتطور التي جدت بالمشهد الإعلامي في تونس بحضور الفاعلين الجدد فيه فيما تناقش الثانية "الانتكاسات من بيروت إلى تونس... ماذا بعد؟"، وتخوض في مسار المبادرات وسط محاولات وضع اىيد على كل مبادرات التحرر من السلطة التي تتخذ أكثر من وجه. وطيلة أيام المهرجان يصافح الجمهور ركن الواقع الافتراضي بإشراف محمد العربي الصوالحية الذي أعد فضاء يتيح لهم فرصة لمعايشة الحياة اليوميّة للعاملين في القطاعات الهشّة، بما في ذلك المهاجرين أصيلي إفريقيا جنوب الصحراء. وتحضر الموسيقى في الاختتام بعرض لمغنّي الراب "ألفا" يجمع فيه أغانيه التي مكنته من احتجاز مكان في مشهد الراب الرهن في تونس وهو المغني الذي تردد شريحة واسعة من الشباب كلمات أغانيه.
