حقق منتخبنا الوطني لكرة القدم انتصارا ثمينا على درب الترشح لنهائيات كأس العالم 2014 جاء على حسب منتخب السيراليوني في اللقاء الذي جمع بينهما يوم السبت الفارط في ملعب رادس في اطار الجولة الثالثة لحساب المجموعة الثانية من التصفيات المؤهلة للمونديال. ومع ان العبرة بالنتيجة في مثل هذه المباريات فان «الانتصار الصغير» (2 – 1 ) على حساب منتخب ليس له تقاليد تذكر في كرة القدم الافريقية لم يكن كافيا لتبديد المخاوف والشكوك التي استبدت بالجماهير الرياضية نظرا لتراجع نتائج ومستوى منتخبنا الوطني المتواصل منذ نهائيات كأس افريقيا للامم 2004 … وهي النهائيات التي توج على اثرها منتخبنا باللقب لأول مرة في تاريخه لكنه لم يعرف بعدها غير الخيبات والتراجع على مستوى النتائج والاداء لعلّ آخرها خيبة نهائيات كأس افريقيا للامم الاخيرة التي خرج منها نسور قرطاج بيد فارغة واخرى لا شيء فيها بالرغم من ان الدورة كانت عموما في المتناول… ومن الواضح ان المنتخب يدفع ضريبة القرارات الارتجالية والمتسرعة التي ما فتئت الهياكل الرياضية تتخذها في شأنه في غياب رؤية استراتيجية ومستقلية واضحة. ومن اهم القرارات التي اضرت بالمنتخب سؤ اختيار الاطار الفني والتغييرات المتعاقبة والمتسارعة في هذا الشأن مما ادخل الاضطراب على مجموعة المنتخب. ولعل هذا ما جعل منتخبنا الوطني يبقى عاجزا على امتداد سنوات على اكتساب طابعا خاصا به وظل مردوده يتأرجح من مقابلة الى اخرى رغم انه لم يواجه منافسين من الحجم الثقيل آخرها كان منتخب السيراليوني الذي كان من المفروض ان يكبّده منتخبنا الوطني هزيمة ثقيلة لا ان ننتصر… عليه بشق الانفس وقد حالفنا الحظ عندما تألق الحارس معز بن شريفية وأحبط فرصة تعديل النتيجة للمنتخب الضيف في وقت قاتل.. ولعل خير دليل على حالة التخبط التي يعيشها المنتخب ما طرأ من تغييرات على المجموعة بين المدربين سامي الطرابلسي ونبيل معلول فالاول توخى التشييب واعتمد علي المحليين الى حد ما بينما الثاني اختار الخبرة وعاد للاعبين الناشطين وراء البحار. صحيح ان معلول حاول تدارك نقائص المجموعة التي كانت تحت تصرف سلفه سامي الطرابلسي خاصة على مستوى الظهيرين باستعادة كل من سفيان الشاهد وياسين الميكاري الا ان توجيه الدعوة لكريم حقي الذي سبق له ان اعلن اعتزاله الدولي ينطوي على شيء من المبالغة خاصة وان المنافس لم يكن يستدعي كل هذا الاستئفار. وكان بالامكان مواصلة التعويل على المدافع وليد الهيشري… خاصة وان الاخطاء التي يرتكبها لا تختلف كثيرا عن اخطاء كريم حقي. اما على مستوى الهجوم فقد ظلت المعضلة هي نفسها وهي العجز عن تجسيم الفرص علما وان هذه المعضلة كانت السبب الرئيسي في الانسحاب المر من نهائيات كأس افريقيا الاخيرة مع المدرب سامي الطرابلسي. وعليه فان المطلوب من الاطار الفني للمنتخب هو اولا اعطاء مجموعة المنتخب وخاصة تشكيلته الاساسية شيئا من الاستقرار حتى يحصل الانسجام التام ويتوصل منتخبنا الى تقديم اداء يليق بالسمعة التي أصبح يحظى بها في القارة السمراء .