تصريحات الطيب العقيلي الغبية ليس لها أي أثر قانوني في قضية اغتيال الشهيدين أو حتى في توجيه اتهامات جدية لأي من أعضاء الحكومة، فهذه اللجنة التي يتحدث باسمها ليس لها وجود قانوني، وكل ما ورد على لسانه مجرد تخمينات ومواقف واستنتاجات لا ترقى إلى باب القرائن والأدلة. وهذا ما يعرفه جيدا كل القانونيين في الجبهة الشعبية وجبهة الإنقاذ، ولكنهم ماضون في مسرحة المشهد السياسي واللعب بعقول التونسيين عبر أسلوب سينما التشويق والإثارة، والهدف هو محاولة تشويه النهضة والحكومة ووزارة الداخلية، وعلى مدى قريب وحيني إفشال الحوار الوطني، ولذلك كان اختيارهم الأربعاء الماضي موعدا لهذه الندوة الصحفية، أي: قبل يومين من انطلاق الحوار الوطني، وبعد تأكدهم من موافقة حركة النهضة على المبادرة الرباعية. الحضور البارز لكل من حمة الهمامي والطيب البكوش ونور الدين بن تيشة وأحمد الصديق وغيرهم من القيادات السياسية لجبهة الإنقاذ وعلى هذا المستوى من التمثيلية خلال الندوة الصحفية يكشف أن المطبخ الذي أنتج هذه الترهات التي صرح بها العقيلي صادرة عن جهة سياسية واضحة المعالم، وليس عن لجنة حقوقية هدفها كشف الحقيقة. وقد جهزت هذه الجهة بالتعاون مع بعض الإطارات من داخل الأجهزة الأمنية "الأمن الموازي الحقيقي" الوثائق وناقشت قبل أسابيع السيناريوهات الممكنة لمزيد تشويه النهضة واتهامها بالإرهاب، وانتهى مكرهم إلى إدخال اسم عبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن الليبي المعروف بماضيه الجهادي لاستعماله كدليل على علاقة مفترضة، وعلى تواطؤ مزعوم من قبل الداخلية ومن قبل قيادات في الحكومة، ولكن خاب سعيهم وغاب عنهم أن الرجل أصبح من الشخصيات البارزة في المشهد السياسي الليبي بعد أن كان من أبطال ثورة 17 فبراير، كما أنه لم يعد تكفيريا، بل تبنى كل مقولات الديمقراطية والمدنية وأصبح يقود حزبا سياسيا مدنيا في الشقيقة ليبيا. المقصود إذا بكل هذه الشيطنة والفبركة الإعلامية التي لا قيمة قضائية أو قانونية لها هو إفشال الحوار وإنهاك خصم سياسي وتشويهه بإلصاق تهمة الإرهاب به بأي شكل من الأشكال. السؤال اليوم: هل يمكن فعلا أن ينجح حوار وطني مع أمثال هؤلاء الذين ما إن نقترب من حل حتى تتفتق أذهانهم المريضة عن فكرة أخرى لزيادة التأزيم وتخريب المشهد السياسي؟ المقالات المنشورة في ركن قول مختلف لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع