تناقلت عدة مصادر أخبارا مفادها أن النادي الإفريقي قد راسل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من أجل تتبع اللاعبين الغانيين فرانسيس نار وسايدو ساليفو بعد أن أمضى الأول عقدا مدته أربعة مواسم مع فريق بانيك أسترافا التشيكي مقابل احتجاب الآخر أو هكذا سرب القائمون على تسيير نادي باب الجديد. أخبار التقاضي كاذبة ولا صحة لها فبحسب مصادر لا يرقى إليها الشك فإن الأحمر والأبيض لم يقم بأية إجراء باستثناء معاينة الغياب كخطوة تمويهية هدفها إيصال رسالة لمن يهمه الأمر بأن الفريق بصدد مقاضاة اللاعبين حتى لا يتم النبش في هذا الملف الذي قد يكشف للعيان ما يحدث في كواليس النادي. أسئلة مبهمة؟ يوم الأربعاء 4 ديسمبر 2013 غادر فرانسيس نار حديقة المرحوم منير القبايلي متجها إلى بلاده دون سابق إنذار فيما التحق به مواطنه سايدو ساليفو يوم الاثنين 27 جانفي لتكون خسارة النادي الإفريقي مضاعفة. الغريب أن فرانسيس عاد ليظهر مؤكدا اعتزامه العودة اثر الحديث إلى رئيس النادي رغم أن ظهور السابق أكد فيه أنه لن يعود إلى الفريق وأنه شرع في القيام باجراءات فسخ التعاقد معه. وفي الأثناء تطورت الأمور ليبرز غاني الإفريقي في فريق تشيكي أعلن عبر موقعه على شبكة الأنترنت عن ضمه له رفقة زميله الذي غادر بدوره الفريق ونقصد ديريك مانساه. الفريق التشيكي أعلن تعاقده مع فرانسيس يوم 31 ديسمبر على موقعه على شبكة الأنترنت.. تاريخ مضى عليه شهران وثمانية أيام وهيئة النادي الإفريقي لا تحرك ساكنا ولم ترفع أية قضية مما ولد أسئلة عديدة في محيط الفريق والمطلعين على هذا الملف خصوصا أن الحديث عن السمسرة لم يكن خافيا حتى عن المحبين بالمراسلة.. عدم مقاضاة النادي الإفريقي للاعب ولفريقه عده كثيرون تواطؤا من القائمين على تسيير الفريق خصوصا مع رواج أخبار مفادها أن الأحمر والأبيض قد فرط في اللاعبين بصفة قانونية وبالتالي لا مجال للتقاضي؟ الثلاثي المستقيل هل وقع جر أقدام الثلاثي مهدي الغربي ورشيد الزمرلي ويوسف العلمي إلى الاستقالة؟ سؤال يمكن القول أنه له علاقة مهمة بالموضوع فرغم العلم أن مهدي الغربي كان في شبه قطيعة مع سليم الرياحي وعضده الأيمن مراد قوبعة إلا أن تطور الأحداث في أسبوع الاستقالة يبدو مرتبطا بملف الغاني فرانسيس والبنيني جودال دوسو. مهدي صرح قبل أسبوع من استقالته تقريبا بأنه سيسافر بنفسه إلى غانا ليستعيد فرانسيس وهو تحرك كان يمكن أن يكشف حقيقة التفريط في اللاعب وربما أشياء أخرى.. هنا وقع خلط الأوراق بشكل دفع الغربي إلى إعلان الاستقالة التي تضامن معه فيها العلمي والزمرلي.. خروج الثلاثي كان بسبب فرانسيس وجودال في المقام الأول لكن مرور الأيام كشف أن البنيني غادر الإفريقي بترخيص من مجدي الخليفي الكاتب العام وهو ما لم يكن ليفتضح لولا أن محبا معروفا كشف الترخيص الذي مكن منه الخليفي وكيل اللاعب (صديق قوبعة). لجنة تقصي الحقائق آخر الأسباب التي دفعت الثلاثي للاستقالة كان بعث لجنة لتقصي الحقائق بغاية النظر في ملفات أبرزها هروب الغانيين فرانس نار وبرانس تاغواي والبنيني جودال دوسو فضلا عن تجديد عقد المدافع محمد علي اليعقوبي وموضوع آخر ألحق للتمويه ويتعلق بأسباب هزيمة قابس. اللجنة أنهت مهامها وسلمت سليم الرياحي تقريرها يوم 5 جانفي الماضي بحسب ما أكده لنا رئيسها وعضو الهيئة المديرة نبيل السبعي.. تقارير قيل أن الرياحي سيكشفها في ندوة صحفية لكن بعد مرور أزيد من شهرين يمكن التأكيد أن الأمر لم يكن سوى وسيلة لإجبار أبناء النادي الشرعيين على الاستقالة وهو ما كان نجح فيه صاحب البادرة التي أدت نتائجها وبالتالي لم يعد من موجب للمواصلة فيها.. لجنة السبعي استمعت للعديد من الأطراف التي كان من بينها نبيل الساحلي السمسار الذي حمل جودال إلى ريد بول ساليزبورغ النمساوي بالتواطئ مع مجدي الخليفي ومراد قوبعة وبالتالي فقد كان حضوره لإدانة الثلاثي المستقيل وهو الذي تنقل بين الإذاعات ليورطهم مع الجماهير في حين أن جودال قد غادر بترخيص من الكاتب العام ولا دخل للثلاثي في ذلك. اللجنة بعثت لحمل الغربي والعلمي والزمرلي على الرحيل وهو ما تم ليبقى الوضع على ما هو عليه حيث فرط في جودال مقابل مبلغ مالي زهيد في حين التحق سايدو بركب الأجانب المغادرين. أي دور للرياحي؟ رحيل الأجانب يقف وراءه مراد قوبعة هذا أمر ثابت لكن الأمر المحير في هذا الملف هو مدى مسؤولية سليم الرياحي عما يحدث في الفريق فمثلا مغادرة سايدو ساليفو مرت عبره مباشرة فالغاني رحل بعد جلوسه إلى رئيس الإفريقي الذي أعلمه بضرورة البحث عن فريق في ظل عدم الفرنسي لاندري شوفان إليه (وهو ما ينفيه الفرنسي عن نفسه).. وإذا افترضنا أن الرياحي لا يعلم شيئا عما يحدث وأنه جاد في البحث عن الحقيقة فلما يتكتم عن تقرير لجنة تقصي الحقائق سواء كان مدينا للمستقيلين أو لحلف البحيرة؟ الثابت أن رئيس نادي باب الجديد كان على علم بما يحدث من حوله من "بيزنس" فمراد قوبعة لا يمكن أن يتصرف ملفات كهذه من تلقاء نفسه بل بالعودة إلى رئيسه. كل الأسئلة تبقى جائزة ومشروعة في الإفريقي أما الإجابة عنها فتظل أصعب في غياب سياسة اتصالية للفريق منذ رحيل رشيد الزمرلي الذي ترك فراغا واضحا فشل مجدي الخليفي في ملئه..