بمناسبة افتتاح تونس الجوية لخط جديد مباشر يربطها بالعاصمة البوركينية نظمت الشركة الوطنية بالتعاون مع وزارتي النقل والتجارة رحلة نقلت الوزيرين المعنيين الى مدينة اوغادوغو مع ما يعنيه ذلك من نفقات نقل وزيرين وطاقمهما الى هذا البلد الافريقي احتفالا بفتح هذا الخط. هكذا تسخر الدولة امكانياتها وتصرف من أموال المجموعة الوطنية في ظل أزمة خانقة من أجل هذا الفتح العظيم الذي يذكرنا بالفتوحات التي تقوم بها وكالات الفضاء العملاقة الى الاقمار والمجرات غير المكتشفة! مع احترامنا للبوركنيين وللفاسيين ولمواطني مدينة وغادوغو الجميلة لا نرى ان فتح خط جديد لبلد متواضع سياسيا واقتصاديا يتطلب كل هذا الاستعراض وهذه الاموال التي تصرف من أموال المجموعة الوطنية. مرة أخرى يساء التصرف في أموال المجموعة الوطنية من أعضاء حكومة يدعون ان أفضليتهم الوحيدة هي نظافة اليد والبعد عن شبهات الفساد المالي والاداري. في الحقيقة الرحلة الى بوركينا فاسو التي قام بها وزيرانا المحترمان هي رحلة رمزية لرحلة قلة الخبرة والمتاعب التي تقودنا اليها الحكومات المنتخبة لما بعد الثورة. رحلتنا الى بوركينا فاسو هي أيضا وزير نصحه مستشاروه ان يمتطي دراجة نارية أمام الصحفيين كشكل من اشكال الاعتراف بالجميل للدولة المانحة.رحلتنا الى بوركينا فاسو هي نفس الوزير الذي امتطى طائرة تونس الجوية والذي طلب من حاملي الشهائد العليا الباحثين عن العمل ان ينخرطوا في جمع الزيتون. رحلتنا الى بوركينا فاسو هي أيضا وزيرة مرأة نكرة قبل الثورة قالت للتونسيين اذهيوا واشربوا من ماء البحر.رحلتنا الى بوركينا فاسو هي أيضا رئيس دولة بلا صلاحيات انتهكت كرامته ومرغت في التراب وكشفت أمامه صدور النساء العاريات. رحلتنا الى بوركينا فاسو هي احتفال بجلب شيك من اموال منهوبة لا يعد الا بقشيشا في جيوب اشقائنا الخليجيين يصرفونه في ليلة واحدة في أحد كازينوهات لندن وباريس! الرحلة الى بوركينا فاسو الاستعراضية التي قام بها الوزيران عبد الكريم الهاروني وعبد الوهاب معطر واعلانهما من اوغادوغو رسميا فتح الخط الرسمي بين تونس العاصمة والعاصمة البوركينية تأتي رمزيا ضمن هذا كله. لا شك ان بعض متندري المواقع الاجتماعية من معارضي الحكومة الذين سيسمعون برحلة بوركينا فاسو سيحلمون بأمنية ان يرحل جميع اعضاء حكومتنا المبجلة للتدرب على الحكم في اوغادوغو!