تحت عنوان "عودة العهدة لصاحبها" كتب الباحث الجامعي في الحضارة الإسلامية سامي براهم يقول بحبر فايسبوكي: "الأحزاب التي كانت شريكة في النضال ضد الاستبداد ثمّ أزاحت ثورة الشعب من أمامها جلاديها وقامعيها و لكنّها آثرت خصوماتها الصغيرة على مواصلة معركة الحريّة و الكرامة الوطنية الى حين بناء منظومة سياسيّة جديدة تقطع الطريق بشكل نهائي على عودة منظومة الاستبداد وتحقق أهداف الثورة، هاهي اليوم تبكي وتنوح وتحذر من عودة رموز النظام السابق وهم يتبجحون بكل وقاحة في الاعلام العمومي والخاص بإنجازاتهم الباهرة في العهد السابق. ربما صحت ضمائر سياسيينا المناضلين واستيقظت رجولتهم وتحركت فيهم غريزة حبّ البقاء بعد أن استشعروا خطر عودة جلاديهم لحكم البلاد. فشلت طبقتنا السياسيّة في التوحّد لحماية العهدة الثوريّة وعادت الأمانة للشعب من جديد، و لعلّ المكسب الذي تحقّق هو عودة هذه العهدة للشعب وعدم تحويل وجهتها كما وقع في دول بدأت ثرواتها متزامنة مع ثورة الشعب التونسي بعضها شهد فتنا أهلية مسلحة وتدخلا خارجيا سافرا بعضها انقلابات عسكريّة دموية... اليوم على الشعب أن يصدع بصوته ويحصّن ثورته من جديد ويحمي مستقبل أبنائه وبناته والأجيال القادمة ويمارس التصويت المشروط بتحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية ويراقب من اختار أن يمنحهم صوته ويطالبهم بتحقيق تعهداتهم التي انتخبهم من أجلها، هذا هو التصويت الإيجابي الحقيقي لا المزيف الذي يدعو له عرابو عودة منظومة الاستبداد والفساد. الخيول الأصيلة لا تسبح في النهر مرتين فما بالك لو كان ذلك النهر مستنقعا آسنة مياهه، و شعبنا رغم كلّ الإكراهات والإغراءات والتزييف والتحريف وابتزاز حاجته وغرائزه وتخوفاته سيكون في اختبار حضاري نوعي تحت رقابة العالم كل العالم وتحت مجهر التاريخ، الأكيد لدينا أن هذا الشعب الذي اكتوى بنار الاستبداد وسياسات التهميش ونهب الثروات واحتكارها من طرف الأقلية التي كانت متنفذة وحرمانه من خيرات بلده وتفقيره وتجويعه، الأكيد سيكون في مستوى هذا الرهان التاريخي ويقدم درسا لشعوب العالم تعطي الأمل من جديد رغم النكسات والعثرات في أنّ شعوب الشرق تستحقّ الحريّة والحكم الديمقراطي".