بعد مشاركة المنتخب التونسي للكيوكوشنكاي كاراتي والفنون الدفاعية في بطولة العالم باليابان يومي 2 و3 نوفمبر الجاري والتي كللّت بتتويج مهمّ للرياضة التونسية في هذا الاختصاص، نظمت الجامعة التونسية للكيوكوشنكاي كاراتي حفل تكريم لرياضييها الأبطال بحضور المدير العام للرياضة بوزارة الشباب والرياضة وعدد من رؤساء الجمعيات الرياضية ولبعض من وسائل الإعلام المحلية. تتويج الرياضة التونسية في رياضة الكيوكوشنكاي يعدّ مكسبا كبيرا لتونس عموما لأنّ بلدنا كان البلد العربي والإفريقي الوحيد من جملة 22 بلدا أجنبيا في هذه البطولة العالمية. أبطال تونس شاركت تونس في بطولة العالم بمدينةشيبااليابانيةبضواحيالعاصمةطوكيو ب4 لاعبين وكانت تتويج المنتخب التونسي من خلال لطفي الساكت في وزن 80 كغ والذي تحصل على المرتبة الثانية بعد هزيمة في الدور النهائي أمام لاعب المنتخب الروسي، الحبيب فرج الله المتحصل على المرتبة الثالثة بعد الهزيمة في الدور نصف النهائي، علي فرحاني الذي انهزم في الدور نصف النهائي، مروان بوفايد، بطل تونس وأول مشاركة دولية له الذي لم يتجاوز الدور ربع النهائي لتكون حصيلة تونس من هذه المشاركة 3 كؤوس من خلال 4 لاعبين. تتويج في غياب الدعم جمال الدين بالعابد، رئيس الجامعة التونسية للكيوكوشنكاي كاراتي والفنون الدفاعية، أثنى على ما حققه المنتخب التونسي في بطولة العالم باليابان التي يسهر على تنظيمها أعلى سلطة في هذا الاختصاص ألا وهو الاتحاد الدولي للكيوكوشين وهي سابقة في تاريخ هذه الرياضة التي بلغت العالمية بفضل مجهودات المسؤولين القائمين على إدارة شؤونها منذ انتخاب المكتب الجامعي الحالي. بالعابد أوضح أيضا أن أمال الجامعة كانت بمشاركة متميّزة في بطولة العالم لكنه اعترف أن ما تحقق خلالها كان مفاجئة سارة لكل التونسيين معتبرا أن مقارعة أهل هذا الإختصاص في اليابان والحصول على مراتب متقدمة إنما كان دليلا على ما بلغته رياضة الكيوكوشنكاي من تطوّر هذا الموسم. في نفس السياق، بيّن رئيس جامعة الكيوكوشنكاي كاراتي أنّ المشاركة التونسية حالفها الحظّ بوجود مسؤولين لهم شغف كبير بهذا الاختصاص حيث أسرّ بأن مصاريف التنقل والإقامة وكل ما يتعلق بالبعثة التونسية كانت بمجهودات خاصة وذاتية للرياضيين في حدّ ذاتهم وأن دعم وزارة الرياضة لا يعدو إلا أن يكون مجرّد تشجيع بسيط. وقد دعا جمال الدين بالعابد وزارة الإشراف إلى تخصيص كل مستلزمات النجاح إلى جميع الرياضات الفردية، بما في ذلك الكيوكوشنكاي، التي تحقق انجازات كبيرة لتونس بالنظر إلى الميزانيات الأخرى لبعض الجامعات للرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة اليد وغيرها معتبرا أن أهداف الجامعة وطموحها أصبح كبيرا ولا تتماشى معه الميزانية المرصودة من قبل الوزارة. مشاركة بمجهودات ذاتية لطفي الساكت، عضو الجامعة التونسية للكيوكشنكاي وأحد المتوجين بالمرتبة الثانية في بطولة العالم، قال بأن التتويج التونسي له خصوصية كبيرة نظرا لكونه أول مشاركة لتونس في هذا الاختصاص في أول بطولة عالم مسجلة من طرف الإتحاد الدولي للكيوكوشينكاي، وأن هذه المشاركة كانت لأول مرة في تظاهرة بهذا الحجم لأن المشاركات السابقة لهذا الاختصاص كان عبر دورات دولية أو ما يسمى أيضا كأس العالم لذلك فبطولة العالم هي تظاهرة أوسع وأقوى تضمّ عدد كبير من الدول ذات الصيت العالمي في هذا الاختصاص. كما اعتبر الساكت أن المشاركة التونسية رافقتها ظروف خاصة بعد أن كادت الصعوبات المادية للجامعة تجهض أحلام الرياضيين في المشاركة وأن تحوّل الوفد التونسي كان عبر تمويل ذاتي من الرياضيين الذين كانوا يحملون حلم رفع راية الوطن في هذا المحفل الدولي الكبير. لطفي الساكت أضاف أيضا "حقيقة المشاركة التونسية كانت متميزة للغاية رغم الصعوبات التي نعاني منها مؤخرا لكن إذا علمنا بأن بلدان مثل بولونيا وبلغاريا تشارك في البطولة بأكثر من 40 لاعب وأن تونس تشارك ب4 لاعبين فقط و3 منهم من المتوجين فهذا هو الإنجاز الذي لم يتحقق سابقا". مطالب ملحة أكد المدير العام للرياضة، ممثل وزارة الإشراف قال بأنّ هذا التتويج يعدّ فخرا لكل التونسيين الذين أثبتوا جدارتهم أين ما حلوا كما أشار أن وزارة الرياضة ستخصصّ لاحقا دعما إضافيا لهذا الاختصاص الذي ما فتئ يحقق انجازات وتتويجات مهمة مؤخرا بفضل المكتب الجامعي الجديد تحت رئاسة السيد جمال الدين بالعابد وبقية الأعضاء الذين أثبتوا جدارتهم بحسن التسيير واهتمامهم بنشر هذا الاختصاص في عدد هام من جهات البلاد. من جهة أخرى، قدم ممثل وزارة الإشراف وعده بأن يتمّ إدراج رياضة الكيوكوشنكاي ضمن قائمة المكافئات لسنة 2014 بفضل أبطال هذا الاختصاص. من جهته، أكد رئيس الجامعة جمال الدين بالعابد بأن أوكد مطالب الجامعة حاليا هو الإهتمام بمثل هذا الاختصاص الذي يحقق الكثير لتونس من خلال التتويجات والانجازات العالمية لكن تجاهلها من قبل وزارة الإشراف قد يهدد بروز هذه الاختصاصات. بالعابد طالب وزارة الإشراف بالإيفاء بتعهداتها تجاه الجامعة وأن تدعم رياضة الكيوكوشنكاي ماديا ومعنويا. وفي ذات السياق، دعا لطفي بالساكت وزارة الإشراف إلى وقوف المسؤولين إلى جانب الجامعة من خلال تهيئة الظروف المناسبة أمام اختصاص يبشر بكل خير ومزيد من التتويجات كما طالب وزارة الرياضة والوزير شخصيا بصياغة التشريعات الضرورية من أجل توفير الدعم لمثل هذه الاختصاصات وخاصة غلق الباب أمام النشاطات الموازية التي تهدد تطور هذه الرياضة بعد أن ثبت وجود أحدى الجمعيات التي تستقطب بعض الرياضيين وتحثهم على عدم المشاركة مع المنتخب الوطني تحت لواء الجامعة بعد إغرائهم بالمال.