يخطو النادي الإفريقي في المواسم الأخيرة بثبات لاستعادة أمجاده بعد مواسم خفت فيها بريقه.. صحوة نادي باب الجديد قامت على دعامة مالية ضخمة وفرها رئيس النادي سليم الرياحي الذي ضخ مليارات ضخمة من أجل ترميم البيت فبدأت الخضرة تكسو حديقة المرحوم منير القبايلي التي أصابها الجدب في المواسم الطويلة الأخيرة.. الأشهر الخمسة الأخيرة شهدت طفرة نوعية على مستوى النتائج فالفريق سيطر وبطش بكل منافسيه تقريبا في الرياضات الجماعية الثلاث ما جعله يبسط نفوذه على 7 ألقاب بالتمام والكمال دون الحديث عن الأخرى التي لا يزال متراهنا جديا عليها.. نادي باب الجديد قبض على 7 تتويجات ولكن لا يزال أمامه خمس أخرى على الأقل قد تجعل من موسمه الحالي استثنائيا بكافة المقاييس.. حصاد الخمسة أشهر توج الإفريقي بطلا لتونس وبطلا لإفريقيا و"سوبرا" لإفريقيا وتأهل إلى كأس العالم في كرة اليد وهو متأهل إلى نصف نهائي كأس تونس بالإضافة إلى المشاركة حاليا في كأس إفريقيا بالغابون.. رجال كرة اليد لم يتركوا مجالا للصدفة فحققوا نجاحات ضخمة أهلتهم ليكونوا أبرز فرع هذا الموسم رغم شدة المنافسة من بقية الفروع.. من جهة أخرى توج الأحمر والأبيض بالبطولة والسوبر في كرة السلة وهو متأهل أيضا إلى نهائي كأس تونس الأمر الذي يجعل حصادهم كاملا على الصعيد المحلي بعد أن اكتفى زملاء نعيم ضيف الله بالمرتبة الثالثة في كأس إفريقيا في أول مشاركة قارية.. أما في كرة القدم الواجهة الأولى للنادي فالفريق يتصدر الترتيب وتفصله 90 دقيقة فقط للفوز بالبطولة كما أنه متأهل إلى الدور ثمن النهائي لكأس تونس وعلى بعد 180 دقيقة من دور المجموعتين لكاس الاتحاد الإفريقي "كاف".. ولم تقتصر النجاحات على الرجال فقد توجت سيدات الإفريقي بالبطولة عربية لسيدات كرة اليد ما جعلهن يلتحقن بالركب بدورهن.. التشكيك لن يحجب النجاحات نجح نادي باب الجديد في تخطي جاره وألحق به هزيمة نكراء ليس أقل دليل عنها أن الترجي الرياضي لم يخلق أية فرصة للتسجيل أو حتى تسديدة على المرمى بل أنه لم يظفر حتى بركنية.. مسؤولو الأحمر والأصفر وعوض الانكباب على إصلاح ما في فريقهم من عيوب ووهن فضلوا مهاجمة حكم المباراة ياسين حروش وكأنه حرمهم من ضربات جزاء أو حال دون وصول فريقهم إلى مرمى فاروق بن مصطفى الذي "قيل تندرا إنه رفض الحصول على منحة الدربي لأنه لا يستحقها طالما لم يبذل جهدا في المباراة وهو الذي غادر رادس بصفر تصد ودون أن يتعرق".. التشكيك في الحكم لم يؤثر قيد أنملة في الأفارقة سواء كمسؤولين أو جماهير فالجميع واصل المحافظة على تركيزه لمباراة الأهلي المصري بالتوازي مع دربي آخر في الغابون حسمه أيضا الإفريقي على الميدان وليس بحروش.. الإفريقي يوحد العدوين رغم أن العلاقة بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي كانت على مر التاريخ مشحونة إلا أنها لم تكن ترتقي إلى حدة العلاقة بين نادي باب سويقة والنجم الساحلي فالجميع يعلم أن هذين الفريقين لا يمكن أن يلتقيا مهما كانت السبل.. هذا الموسم كان استثنائيا في هذه العلاقة حيث صار النجم والترجي "متحابان" ويعود الفضل في ذلك إلى النادي الإفريقي الذي وحد شملهما وجعل من عداوتهما من الماضي.. وحدة "العدوين رياضيا" جاءت كردة فعل على ثورة الإفريقي الذي أحرجهما كثيرا هذا الموسم وافتك منهما عدة تتويجات جعلتهما يمران بجانب الحدث وخاصة بالنسبة لليتوال الذي يحتفل هذا الموسم بتسعينية انبعاثه التي ستمر على ما يبدو دون تتويجات إلا ما حصده فريق كرة الطائرة.. الأفارقة أقصوا الترجي من البطولة ومن المشاركة في دوري أبطال إفريقيا في كرة القدم فيما انتزع فريق كرة اليد لقب كأس إفريقيا الذي نظمه الجار فضلا عن الصعود على حسابه إلى كأس العالم للأندية دون الحديث عن إقصائه في ربع نهائي الكأس.. أما النجم فقد خسر السوبر أمام الإفريقي في كرة السلة وانهزم أمامه في البطولة والكأس بالإضافة إلى خسارة البطولة في كرة اليد وربما أيضا كأس تونس لكرة اليد بما أنهما مرشحان للعب النهائي.. وفي كرة القدم يتأخر ليتوال بنقطتين عن الإفريقي الذي يكفيه الفوز في الجولة الأخيرة ليتوج على حسابه بقلب البطولة.. ثورة متواصلة في كرة السلة أنتج عمل الموسمين الأخيرين سيطرة مطلقة للنادي الإفريقي على السباق المحلي وكانت لعودة سفيان بن صالح إلى رئاسة فرع كرة اليد بوادر ايجابية منذ نهاية الموسم الفارط وهو ما تأكد هذا الموسم.. أما فريق كرة القدم فكل شيء متوفر من أجل مزيد تقوية الصفوف بشكل يجعل من سيطرته متواصلة لسنوات قادمة.. وطالما أن المال متوفر بفضل ما يقدمه رئيس النادي من دعم سخي ينتظر أن تتواصل ثورة النجاحات لمواسم قادمة لكن شريطة تدعيم المكتسبات ويبقى فرع كرة السلة أبرز مثال على الأحمر والأبيض أن يقتدي به في كافة فروعه ليواصل هيمنته..