في الوقت الذي تتكثّف فيه الزيارات الخارجية ذات البعد الدبلوماسي لقادة الحزبين الأغلبيين في البرلمان، على غرار الجولة الاوربية التي يجريها خلال هذا الأسبوع الأمين العام لحركة نداء تونس، محسن مرزوق، والرحلة المرتقبة لزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى طهران الايرانية، فضلا عن لقاء حافظ قائد السبسي نائب رئيس النداء مؤخرا بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان، لا تزال الدبلوماسيّة الرسمية للدولة التونسيّة تعيش حالة من التذبذب وغياب النجاعة في ظل ضبابية السياسة الخارجية للسلطة المنبثقة عن الانتخابات الفارطة. وفي هذا الاطار، أوضح الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، في تصريح لحقائق أون لاين، اليوم الاثنين 28 سبتمبر 2015، أن هناك تقاطعات في هذا الموضوع فلا يمكن للدولة أن تمنع أي شخصية سواء كانت حزبية أو من رجال الأعمال من الالتقاء برؤساء أو مسؤولين من دول خارجية، إلا أنها تحاسبهم إذا ما سجلت أي تجاوز من حيث إفشاء أسرار أو الكشف عن ملفات تهم الدولة، مشددا على أن هذا الأمر يعتبر خيانة ويعاقب عليه القانون. وبيّن العبيدي أن هؤلاء عندما يقومون بزيارات ولقاءات مع شخصيات من دول خارجية لا يطرحون ملفات تهم الدولة التونسية، معتبرا أن الدولة هي المسؤولة عن ملفاتها وحفظ أسرارها، وليس لمن قام بلقاءات مع شخصيات خارجية الحق في طرح هذه الملفات والمواضيع. وقال الدبلوماسي السابق، إنّ الدبلوماسية التونسية في حالة اهتزاز وأن ذلك مرتبط بالمنطقة ككلّ، التي تشهد بدورها اهتزازات واضطرابات، مضيفا أن جهاز وزارة الخارجية بصدد التشكل من جديد، وأن هذا الأمر غير سهل في ظل غياب الثوابت والشبكات التي تسهّل عمل الوزارة، وهي الان في طور ترميم وبناء شبكاتها. من جهة أخرى، اعتبر المحلل السياسي خليفة بن سالم، أنه لا يرى تغيّرا جذريا راديكاليّا للسياسة الخارجية لتونس بعد الثورة وعلى مدى الحكومات المتعاقبة، مضيفا أن المستجد مع مرحلة الحبيب الصيد والباجي قائد السبسي هو أن هذه الحكومة بدأت بالنأي بنفسها عن التجاذبات والصراعات الاقليمية واختارت ألا تكون مع أي طرف مثلما كان معمولا به أيام الترويكا، قائلا: " إن هناك تمشي جديد لا نعرف نتائجه إلا مستقبلا". أما بخصوص الزيارات التي يقوم بها رؤساء أحزاب أو شخصيات فيرى محدثنا أن هناك أحزابا تخدم أجنداتها السياسية وهو ما يسمى بالدبلوماسية الموازية وهي لا تعمل بالضرورة لمصالح الدولة التونسية بقدر ما تشتغل للتموقع في المشهد الاقليمي وتخدم الاجندة الحزبية. ومن جهة ثانية اعتبر بن سالم أن هذه الاحزاب تعمل لحساب الاجندة الحزبية وليس الاجندة الوطنية.