رغم مرور أشهر على انطلاق الحوار الوطني الليبي بين الفرقاء السياسيين برعاية أمميّة من قبل المبعوث الدولي برناردينو ليون، فإن الأزمة مازالت تراوح مكانها في ظل تعثّر المساعي الجارية من أجل التوقيع على نصّ مشروع الاتفاق المتمخّض عن مفاوضات الصخيرات بالمغرب الأقصى بهدف الوصول إلى تسوية سلميّة تنزع فتيل الصراع على السلطة بين المؤتمر الوطني الممثّل بحكومة طرابلس والبرلمان المسنود تنفيذيا بحكومة طبرق المعترف بها دوليا. هذا ومن المنتظر أن تنتهي صلاحية البرلمان المنتخب في 2014 وفقا للإعلان الدستوري يوم 20 من الشهر الجاري وهو ما قد يزيد في تعقيد الأوضاع السياسية في ليبيا التي تعيش ظروفا أمنية متدهورة بسبب انقسام السلطة و استحواذ جماعات متطرفة على أجزاء من الأراضي الليبية. لعبة الأمم وفي هذا الشأن، يرى الباحث الاستراتيجي رافع الطبيب في تصريح لحقائق أون لاين أن أمد الحوار بين الأطراف الليبيّة مرهون فقط بالصراعات الدولية التي تحكم من الخارج والتي تحاول خلق حكومة ضعيفة أمام العالم والشعب الليبي، حسب تعبيره. وأضاف محدّثنا من منظوره أن القبائل الليبية تريد حلاّ سياسياّ ،ملاحظا في طريقة تعاطي المبعوث الأممي مع هذا الملف عادة للكرّة في كلّ مرّة ليخرج بحكومة وليدة برناردينو ليون وليست وليدة الحوار الليبي. وقال الطبيب إن نجاح الحوار و الخروج بحكومة توافقية قوية هو أمر ضروري شريطة انسحاب الأدوات الإقليمية التي تلعب بالأمن الليبي في عدة مناطق مختلفة، وفق رأيه. مخطّط "ب" على صعيد آخر، شدّد المحلّل السياسي غازي معلى على أنّ أن عدم توافق الطرفين في الحوار يعزى لتمسك كل طرف بالسلطة رفضا لتقاسمها. واعتبر معلى، في تصريح لحقائق أون لاين، أنّ مضمون المسودّة معقّد ومن الصعب تطبيقه على أرض الواقع، مبرزا أنّه من المفروض أن تكون أولوية الحوار ترتكز على الترتيبات الأمنية وليست السياسية، وملاحظا وجود ضغوطات خارجية يتعرض لها المتحاورون. وبخصوص طريقة تعاطي المفوّض الاممي ليون مع الملف برمته، قال معلى إنّ مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يهمّه نجاح المفاوضات والنتيجة الفورية إذا يرغب، حسب تقديره، في الوصول إلى توقيع المسوّدة بأيّ طريقة كانت. وأضاف أنّ عدم الوصول الي اتفاق بين المتحاورين يجعل فرصة المجتمع الدولي في التدخل في الشؤون الليبية كبيرة تحت الكثير من المسميات منها التدخل العسكري بتعلّة التصدي للفوضى. ورجّح المحلّل السياسي غازي معلى امكانية وجود مخطّط "ب" لدى أطراف الحوار في حال فشل مفاوضات الصخيرات وعدم التوقيع على المسوّدة النهائية. ويذكر أنّ هذا التعثّر في المفاوضات بين الفرقاء الليبيين يتزامن مع ورود أنباء كشفتها تقارير صحفية عن امكانية قيام الأممالمتحدة بتعويض المفوض الدولي الخاص بالشأن الليبي برناردينو ليون بمارتن كوبلر رئيس البعثة الأممية الحالي في الكونغو.