ستكون المباراة المرتقبة مع المنتخب الموريتاني أولى المحطات التي سيمر بها المنتخب التونسي في طريقه لتحقيق حلم المونديال الروسي المقرر عام 2018 و ذلك في إطار ذهاب الدور الثاني لتصفيات كاس العالم (منطقة إفريقيا) وسينزل زملاء ياسين الشيخاوي ضيوفا على المنتخب الموريتاني على أرضية الملعب الاولمبي بنواق الشط يوم الجمعة 13 نوفمبر الجاري بداية من الساعة الخامسة مساء.. وترجح لغة الأرقام كفة المنتخب الوطني التونسي في مواجهته لموريتانيا حيث التقت التشكيلتان في 7 مناسبات انتهت 6 منها بانتصار تونس ومباراة واحدة متعادلة و كانت أولى هذه المواجهات يوم 5 أوت 1985 بالمغرب في إطار الألعاب العربية وفاز فيها نسور قرطاج برباعية نظيفة في حين كانت آخر مواجهة يوم 23 أفريل 2000 بملعب المنزه في اطار تصفيات كاس العالم وتفوق فيها زملاء زياد الجزيري آنذاك بنتيجة (/3 صفر).. ولن تشفع الإحصائيات وسجل الحوارات التونسية الموريتانية لأبناء هنري كاسبرجاك للمرور بسهولة إلى دور المجموعات من تصفيات المونديال بما أن التحولات التي عاشتها كرة القدم الإفريقية في السنوات الأخيرة تؤكد أن المنتخب الموريتاني عرف تطورا مطردا على جميع المستويات الذهنية و الفنية والبدنية مما يجعل لقاء الجمعة على غاية من الصعوبة و يستدعي التعامل الجدي مع طبيعة المباراة وهو ما شدد عليه المدرب الوطني هنري كاسبرجاك في تصريح ل"وات" مبينا أن "المنافسة ضد موريتانيا لن تكون سهلة بالمرة في ظل وتيرة الأداء المتصاعد لأصحاب الأرض و الجمهور ".. ويدرك منتخب نسور قرطاج أيما ادارك أن الاطمئنان على ورقة التأهل تمر عبر لقاء الملعب الاولمبي بنواق الشط من خلال تحقيق نتيجة ايجابية تفتح أبواب الترشح على مصرعيها و تيسر مهمة المنتخب في لقاء رادس يوم الأربعاء القادم وعدم ترك الفرصة للمنافس لأخذ الثقة في إمكانياته والإيمان بحظوظه لاسيما و أن عامل الضغط سيكون كبيرا على زملاء على المشاني في حال التعثر في نواق الشط . ولعل الأداء المتوسط الذي ظهر به النسور في المباريات الأخيرة جعل الشك يتسرب لجمهور المتابعين لمسيرة المنتخب الوطني والتخوف من التعثر هاجسا يراود الجميع رغم أن كاسبرجاك أشار إلى أن "هواجس المنتخب التونسي تنحصر في الجانب الفني بالأساس و خصائص المنافس الذي يتمتع بثقة في النفس و جاهزية فنية و تكتيكية عالية وهو ما جعلنا نتعامل معه بكل جدية و نحصر كل خصائصه و مميزاته بدقة حتى نتمكن من كسب التحدي بفضل عامل الخبرة و المهارات الفنية التي تعد نقطة قوة المنتخب التونسي الحالي و لهذا فان تفكيرنا الكلي منصب على لقاء الذهاب الذي سيكون مفتاح المرور إلى دور المجموعتين من تصفيات المونديال ".. وحذر المدرب الفرنسي البولوني الذي سبق له ملاقاة منتخب المرابطين في 3 مناسبات سابقة (انتصر في 3 و تعادل في واحدة) في معرض تقديمه للقاء موريتانيا "أن الخطأ الفادح الذي يمكن أن نقع فيه هو التفكير في لقاء الإياب منذ الآن إذ يتحتم علينا اخذ الفارق منذ مباراة الذهاب والتحضيرات التي قمنا بها في تونس جيدة و بالتالي فان مهمتنا واضحة وهي تقديم أداء يرتقي إلى تطلعات الجماهير التونسية وتحقيق نتيجة تفتح أمامنا طريق العبور ".. وستعكس التشكيلة الأساسية التي سيعول عليها المنتخب التونسي في لقاء موريتانيا على تشكيلة متوازنة بإمكانها إحداث الفارق من خلال التعويل على أكثر الأسماء جاهزية ولئن تبدو التركيبة الدفاعية جد كلاسيكية بتواجد الرباعي (حمزة المثلوثي و صيام بن يوسف و عمار الجمل و على معلول) فان تركيبة منطقة وسط الميدان التي ستكون مفتاح اللقاء تلوح غامضة بالنظر إلى تعدد الاختيارات من ذلك ظهر ثنائي الارتكاز فرجاني ساسي و ياسين مرياح أو محمد على منصر بالإضافة إلى وهبي الخزري و ياسين الشيخاوي على أن يتألف الهجوم مبدئيا من فخر الدين بن يوسف وطه ياسين الخنيسي وتبقى هذه الأسماء رهينة الرسم التكتيكي النهائي للمدرب هنري كاسبرجاك. وسيبحث المنتخب الموريتاني الذي عرف مستواه العام تطورا ملحوظا في الأشهر الأخيرة ووقوفه بندية مع منتخبات ذات تقاليد عريقة في القارة السمراء من ذلك الفوز على جنوب إفريقيا وأدائه المتميز ضد الكامرون بفضل تناغم عناصره و تجانس رصيده البشري المتألف من لاعبين محليين وعناصر محترفة تنشط أساسا في بطولة فرنسا وهو ما مكن المدرب الفرنسي كورينتان مارتينس من إيجاد التشكيلة القادرة على تمثيل منتخب موريتانيا أحسن تمثيل بعد أن اكتسبت الكثير من الثقة في النفس جعلت منتخب المرابطين يمطر شباك منتخب جنوب السودان برباعية نظيفة في لقاء الإياب لحساب الدور الأول لتصفيات كاس العالم روسيا 2018 .