تواصل القوات المسلحة الأمنية والعسكرية لليوم الرابع على التوالي شن عمليات واسعة في مدينة بن قردان التابعة لولاية مدنين للقضاء على المجموعات الإرهابية المنتشرة هناك محققة نجاحات كبرى في القضاء على حوالي 50 عنصرا إرهابيا والقبض على العشرات منهم وكشف مخازن أسلحة تابعة لهم. ويؤكد خبراء ومراقبون في الشأن الأمني والعسكري على أن القوات الأمنية والعسكرية نجحت في القيام برد فعل قوي على الهجوم الإرهابي مؤكدين على أن نظريات العمل العكسري والأمني تكشف عن مصير هذه العناصر الإرهابية وتؤكد أن مدة تعقبهم في بن قردان ستطول. في هذا الشأن قال الخبير العسكري والعميد السابق بالجيش الوطني، مختار بن نصر، إن العملية الجارية في مدينة بن قردان هي معركة كاملة مع المجموعات الإرهابية التي حلت ببن قردان مدججة بأسلحة بهدف الاستيلاء على الثكنة و ثم احتلال المدينة. وأشاد بن نصر في حديثه لحقائق أون لاين بنجاعة العمل العسكري والأمني في بن قردان مشددا على أن تحركات كل العناصر الإرهابية ترتكز على الضرب ثم الفرار والتخفي فقط وهو ما يؤكد اقتراب نهايتهم لأن قواعد العمل العسكري تؤكد أن الفار لا مكان له في مسرح الحرب وسيلاحق وسيُقتل . وتنبني كل العمليات الإرهابية السابقة،بحسب مختار بن نصر، على الضرب بالمباغتة ثم الفراروالاختفاء لكن المجوعات الإرهابية في بن قردان لم تنجح في الاختفاء لأن المنطقة عارية ومكشوفة. في ذات السياق شدد الخبير في الشأن الأمني والعميد السابق بالحرس الوطني على أن عقيدة العناصر الإرهابية تنبني على الهجوم والمباغتة و"ينتهي أمرهم فور دخولهم مرحلة الدفاع لأنهم لا دراية لهم بالنظريات العسكرية الدفاعية" . وأضاف أن العناصر الإرهابية تدربت على المباغتة والمفاجأة والضرب والانصراف مؤكدا على أن النجاعة الأمنية والعسكرية وسرعة رد الفعل أفشلت المخطط الإرهابي. وبين أن تفرّق العناصر الإرهابية ناتج عن قوة الضغط الأمني و العسكري عليهم وليس استراتيجية منهم سيما وأن المجموعات الإرهابية كانت تتصور وقوع ارتباك في صفوف الأمن الوجيش فانقلبت عليهم الصورة وأصبحوا هم المرتبكين . وتابع علي الزرمديني قوله إن عمليات التعقب وتبادل إطلاق النار في مدينة بن قردان والمناطق التابعة لها ستطول على اعتبار أن التحقيقات الأمنية مع العناصر التي تم إيقافها ستكشف معطيات جديدة تتطلب متابعتها والتعامل معها من طرف القوات المسلحة. كما رجح تحرك بعض الخلايا الإرهابية النائمة لتخفيف الضغط على المجموعة الإرهابية في بن قردان داعيا إلى أخذ الاحتياطات اللازمة في مناطق الشمال الغربي أين تتمركز الخلايا النائمة التي ستسعى إلى رد الفعل حول الضربات التي يتلقونها. من جانبه يؤكد مدير الاستخبارات العسكرية السابق ،الجنرال أحمد شابير، على أن العمليات العسكرية والأمنية في بن قردان ستطول مدتها وستتواصل طالما وأن قوات الجيش والأمن تحاصر وتتعقب كل العناصر الإرهابية. وقال إن تواصل عمليات المطاردة والملاحقة يؤكد فاعلية العمل الإستعلاماتي والعمل العسكري مشددا على ضرورة تعاون المواطنين مع القوات العسكرية والأمنية بتقديم المعلومة للأمن والجيش. كما أفاد أن ميزان القوى بين القوات المسلحة الأمنية والعسكرية يفوق بكثير قوة العناصر الإرهابية وأسلحتها ومخازنها وأعدادها وأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة قائلا "هم مجرد فلول يعتمدون على المباغتة والمفاجأة ولا خطة دفاعية لهم". أما عن مخازن الاسلحة التي تم كشفها رجح شابير أنه تسريب هذه الاسلحة منذ سنة 2011 في ظل انفلات الأمني الذي وقع في ليبيا.