اعتبر رئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي، أن مبادرة حكومة الوحدة الوطنيّة "عمليّة خطيرة شكلا و مضمونا"، مشيرا إلى أنها " تنم على إستخفاف بالدستور كمرجعية تجمعنا بل ضربا به عرض الحائط حيث طعن في أعز مفاصل منظومته وهي بناء دولة المؤسسات وتوازن السلطات واستقلاليتها نتج عنه تمركز للسلطة والقرار بيد الزعيم الأوحد وحاشيته." وأضاف الجبالي في بيان نشره على صفحته بالفايسبوك، أن القصد الواضح من مجمل هذه العملية هو تمرير وإن لزم الأمر فرضَ أجندة من الإملاءات والإكراهات الداخلية والخارجية تحت عنوان "الإصلاح"، معربا عن خشيته من أن أن يدفع ثمنها المسحوقين والمحرومين والفقراء من أبناء شعبنا هؤلاء الذين قامت الثورة لإنصافهم والارتقاء بهم ورد الحقوق إليهم. وحذر مما وصفه بالمنزلق الخطير داعيا " الغيورين على هذا الوطن للتمسك بقيم الثورة ومطالبها لإنقاذ تونس مهد الربيع العربي الذي مازال قائما." وفيما يلي نص البيان: "من أجل تونس المستقبل صادق مجلس نواب الشعب على الحكومة الجديدة بعد لغط ولغو رغم "الملاحظات" و"التحفظات" الصورية. والمسؤولية الوطنية اليوم تقتضي الإصداع بالرأي حين يتماهى ويسكت الكثيرون خوفا أو طمعا. إننا نعتبر هذه المبادرة برمتها رغم تسميتها "بحكومة الوحدة الوطنية" عملية خطيرة شكلا ومضمونا : - لأنها تنم على إستخفاف بالدستور كمرجعية تجمعنا بل ضربا به عرض الحائط حيث طعن في أعز مفاصل منظومته وهي بناء دولة المؤسسات وتوازن السلطات واستقلاليتها نتج عنه تمركز للسلطة والقرار بيد الزعيم الأوحد وحاشيته. - القصد الواضح من مجمل هذه العملية هو تمرير وإن لزم الأمر فرضَ أجندة من الإملاءات والإكراهات الداخلية والخارجية تحت عنوان "الإصلاح"، نخشى أن يدفع ثمنها المسحوقين والمحرومين والفقراء من أبناء شعبنا هؤلاء الذين قامت الثورة لإنصافهم والارتقاء بهم ورد الحقوق إليهم. - إن هذا المسار سيكون مآله مزيدا من اليأس وفقدان الأمل مما يمهد لمخاطر أكبر كالفوضى وتفشي العنف وتصاعد الإرهاب. إنني أحذر من هذا المنزلق الخطير وأدعو الغيورين على هذا الوطن للتمسك بقيم الثورة ومطالبها لإنقاذ تونس مهد الربيع العربي الذي مازال قائما. والسلام تونس في 27 أوت 2016 حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق"