دعا اليوم كبير أحبار يهود تونس على ضرورة تكريس قيم المواطنة و المساواة في الدستور الجديد و قال أن دعوة اليهود للإسهام بآرائهم في كتابة الدستور تعد خطوة جيدة في إطار تشريك جميع مكونات المجتمع التونسي. و تأتي هذه التصريحات في إطار حضور ممثلين عن الطائفة اليهودية امام لجنة السلطة التشريعية و التنفيذية و العلاقة بينهما بعد دعوتهم من طرف رئيس اللجنة النائب عمر الشتيوي الذي دعا في جلسة اليوم السابق ممثلا عن حزب جبهة الاصلاح السلفي . و في هذا السياق أكد الحاضرون : "بتكان حاييم و حتاب باقر و مرغاي وزان" على ضرورة حماية الطائفة اليهودية التي استاءت كثيرا من تصرحات بعض النواب التي شككت في وطنتيها ، وقالوا أن الأقلية اليهودية ليست بالجالية إنما هي مكون من مكونات المجتمع التونسي و جزء منه و أن هذه الفترة هي فترة تأسيس لذلك من الواجب التأسيس على إحترام الديانات المختلفة. نفس هذا المعنى أكده السيد أحمد نجيب الشابي و نائبة رئيس المجلس السيدة محرزية العبيدي التي حضرت الجلسة للترحيب بممثلي الطائفة اليهودية و أكد السيد الحبيب خذر على ضرورة معاملة اليهود بكل مساواة و دون تفرقة على أساس الدين، و كانت النائبة سامية عبو قد اقترحت على اللجنة أن تدرج تخصيص مقعدين للطائفة اليهودية في البرلمان المقبل وهو ما تمت مناقشته ولقي المعارضة أكثر من الترحاب. هذه الخطوة حسب بعض المراقبين جاءت متأخرة وكان من الأجدى دعوة الأقلية اليهودية للاستماع لرأيها في كتابة الدستور و خاصة في إطار لجنة التوطئة و المبادئ العامة و لجنة الحقوق و الحريات و اللتين تعنيان برسم الخطوط الأساسية للمبادئ العامة للدستور و التي ستبني تونس المساواة و دولة القانون ، كما أن ممثلي الطائفة اليوم لم يقدموا أي مقترحات فقد سارت الجلسة التي حضرها عديد النواب المنتمين لغير هذه اللجنة في شكل رسمي بروتوكولي حيث كانت المداخلات في أغلبها ترحيبية و تتمحور حول نقطة واحدة وهي التأكيد على المساواة وحقوق الأقلية اليهودية و كأنها مسألة محل نقاش وجب التأكيد عليها . ففي حين لازمت هذه الأقلية الصمت منذ أن قامت بواجب الانتخاب ولم تعبر عن رأيها في مجمل الحياة السياسية المتحركة . هوجمت الأقلية من طرف بعض النواب سابقا وهو ما دفعها إلى الخروج للعلن و التعبير عن استياءها وذلك عند حضور روجي بسموث ممثل الأقلية اليهودية التونسية و الذي عبر لمصطفى بن جعفر عن استياء يهود تونس من تصريحات إحدى نائبات حركة النهضة التي شبهت حج اليهود في جربة بما يحدث في فلسطين. فهل يكون اقتراح رفع شرط الدين عن الترشح للرئاسة المقدم من أحد نواب حركة النهضة ايمان بحق الاقليات أم أن اليقين المسبق بأن الإقتراح لن يؤخذ بعين الإعتبار هو الذي دفع الكتلة لتقديم هكذا اقتراح؟