"آنا حضّرت كفني و إنت وقتاه" عبارة ردّدها اليوم النّاشطون على المواقع الإجتماعية بأسلوب ساخر للتعليق على ما قاله أحد الأيمة السّلفيين . فقد دعا ليلة امس 1 نوفمبر الإمام الجديد لجامع النّور بدُوّار هيشر من ولاية منوبة، نصر الدّين العلوي ،على المباشر في قناة التّونسية الى الجهاد واتّهم حركة النهضة بأنها تريد إنجاز انتخابات على جُثث السّلفيين على حدّ تعبيره. و في إطار مداخلته في البرنامج الذي استضاف وزير الداخليّة علي العريّض و وزير حقوق الإنسان و العدالة الإنتقالية سمير ديلو ، ردّ هذا الإمام على اتّهام التحريض الذي وُجّه له من قبل الضّيفين ،بأنّه فعلا "مُحرّض" و أنّهُ قد أعدّ كفنهُ من اليوم الّذي قُتل فيه "الشّهيدان" كما نعتهما و يعني هنا خالد قروي و أيمن عمدوني اللّذان قُتلا في أحداث العنف الأخيرة بدُوّار هيشر. و أضاف "أدعو كُلّ شباب الصّحوة الإسلاميّة إعداد أكفانهم لأنّ حركة النّهضة تُريد أن تُنجز انتخابات جديدة على أنقاض و جثث التّيار السّلفي"و أنّ" القياديّين في حزب النهضة اتخذوا أمريكا إلاها فهي التي تُنجز لهم قانونهم و دستورهم " و أمام هذا الخطاب الذي يحمل شحنة من الإستفزاز و التّحريض أوضح سمير ديلو أنّ هذا الإمام المُنصّب من تلقاء نفسه بحُجة أنّ المصلّين هم من نصّبُوه ،"ليس أهلا ليكون إماما يؤمّ الُمواطنين فهو يبث خطاب فتنة " وتكمُن خطورة ما ذكره هذا الرّجل في إمكانيّة تبني العديد من الشباب في تونس مثل هذه الأفكار المُتطرّفة و التّي بقدر ما تبعث الكثيرين إلى السّخرية فهي تبعث قدرا كبيرا من الخوف و الرّيبة تجاه الوضع الأمني للبلاد مستقبلا .