span lang="AR-TN" arial","sans-serif";"="" style="font-size: 14pt; line-height: 115%;"الساعة الثامنة صباحا. كانت تبلغ من عمرها عشرين ربيعا. تمشي وحيدة في طريق ريفية جانباها أخضر و باقيها لم تر فيه غير الكلية قِبلة. هما خرجا فجأة من بين الشجيرات. أمسكها هو من شعرها بعنف، هددها بسكين على مستوى رقبتها و حين أظهرت بعض استسلام، أخضعها فضمّ يديها خلف ظهرها بينما أخذت هي تكمم فم الفتاة "بفولارتين" لإسكات صيحاتها اليائسة ثم جرّاها من ساقيها. مفعول بها، ظهرها يسحقه التراب و الحجارة بنتوءاتها. جرّاها حتى منزل منعزل وسط أراض قليلا ما تطؤها قدم الإنسان بمنطقة برج العامري. افتكت المرأة الهاتف الجوال للفتاة المعتدى عليها و أحرقته لقطع أي اتصال بينها و بين العالم الخارجي ثم غادرت المرأة و تركت زوجها بمفرده صحبة الفتاة لحاجة في نفسها. وإذ اختلى بها أفاد هو عند استنطاقه بأنه اكتفى بتقبيلها و لم يتمادى إلى أكثر من ذلك. مع حلول الصباح طلبت المعتدى عليها من الرجل تخليصها و عدم تقديم شكاية للشرطة ووعدته بأنها سوف تتزوجه إن كان رحيما معها. فاصحبها إلى مكان مأهول بواسطة الحافلة لم تنتظر وصول الحافلة و استنجدت ببعض المسافرين الذين خلصوها منه لتتوجه عند وصولها لمركز الشرطة و تقدم شكاية ضد رجل و زوجته. على أساس هذه الشكاية يمثل المتهمان اليوم أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية بتونس لجملة من التهم تتمثل في تحويل وجهة شخص باستعمال العنف الشديد و الإضرار بملك الغير و حمل سلاح أبيض بدون رخصة حسب معنى الفصول 237، 250، 218، 304 و 223 من المجلة الجزائية و قانون جوان 1969 المتعلق بالأسلحة. span lang="AR-TN" arial","sans-serif";"="" style="font-size: 14pt; line-height: 115%;"المتهمان اعترفا بكل ما نسب إليهما على مستوى التحقيق وأكدا أن الزوج كان على علاقة بالمعتدى عليها و أن عملية الاختطاف و الاعتداء كانا بسابق الإضمار و التخطيط و قد عزما أساسا قتلها بإصرار من قبل الزوجة ليثبت عدم اعتزامه تزوجه للفتاة بعد أن يقوم بتطليقها كما فعل قبلا مع زوجة سابقة. هذا الاعتراف يجد سندا لصحته في تصريحات المتهم أمام القاضي إذ أكد أنه كان يتردد على عائلة الفتاة و يعطيها نقودا و كان قد اعتزم الزواج بها و أن زوجته هي التي أرادت قتلها بينما أراد هو تخليصها. المتهمة من دورها أفادت بأنها ساعدت زوجها على هذا الاعتداء على الفتاة لأن هذه الأخيرة تمت بتحريض زوجها عليها و على أبنائها. span lang="AR-TN" arial","sans-serif";"="" style="font-size: 14pt; line-height: 115%;"حضر المحامي القائم بالحق الشخصي وقدم مطلبا في ذلك كما حضر محاميا الدفاع أولهما عن المتهمة فطلب ضم التهم حسب منطوق الفصل 54من المجلة الجزائية والتخفيف لاعترافها بكل ما نسب إليها باستثناء الاعتداء بالعنف الشديد التي أكد الدفاع بإسقاطها لعدم ثبوتها. كما حظر محامي الدفاع عن المتهم و طالب المحكمة بالتخفيف عن منوبه لما اعترف به و إسقاط تهمة حمل السلاح لأنها لم تثبت و أن المتهم هو الذي خلص المعتدى عليها و أنه يعاني من ظروف صحية متدهورة و أن له زيادة على كلّ هذا خمسة أطفال. span lang="AR-TN" arial","sans-serif";"="" style="font-size: 14pt; line-height: 115%;" span lang="AR-TN" arial","sans-serif";"="" style="font-size: 14pt; line-height: 115%;"بقلم محمد أنور الزياني