تتواصل ملحمة الصمود التي يخطها شباب تونس الذي مرغ انف الديكتاتور بن علي في التراب من خلال تصديهم لمؤامرة إغراق البلاد في الفوضى ،و استطاع من خلال وقفته في كامل أنحاء البلاد أن يثبت لكل العالم أن شباب تونس مشبع بالوطنية و الرجولة ، يقف اليوم جموع الشباب واضعين أجسادهم على اكفهم مفوتين الفرصة على أعداء البلاد الذين يريدون إغراق الوطن في الفوضى و التخريب ،و تتواصل مسيرة التحدي الرائعة بالتنسيق مع قوات الجيش من اجل حماية البلاد و اصطياد آلات الدمار والخراب. في العاصمة و لئن خفتت حدة المواجهات بين الجيش و عصابات التخريب إلا أن عمليات إطلاق النار ما زالت متواصلة في عدد كبير من أحياءها ، فقد القي القبض أمس الاثنين على قناص تمركز فوق سطح إحدى البنايات الموازية لساحة برشلونة . واستمرت العناصر المسلحة أمس الاثنين في إطلاق النار في العاصمة ومدن أخرى رغم اعتقال الجيش والأمن بمساعدة المواطنين مدير الأمن الرئاسي السابق الجنرال علي السرياطي –الذي عين بدلا منه العميد توفيق الدبابي كما تم إيقاف سبعة سيارات في عدد من أحياء العاصمة مدججة بالسلاح . و في مدينة سجنان تمكن الجيش الوطني بعد مواجهات وصفت بالعنيفة ودامت عدة ساعات من السيطرة على عصابة متكونة من ثمانية عناصر مدججة بالسلاح ، لم يقدر الجيش على حسمها إلا بعد استعمال مروحية عسكرية لمحاصرة المجموعة التي تحصّنت بأحد الجبال. و في مدينة بنزرت أفاد شهود عيان أن شخصا قتل برصاص قناص فيما أكد مصدر نقابي لكلمة أن مسلحا واحدا قتل و اعتقل ستة أشخاص في المدينة بعد نفاذ ذخيرتهم. و في صفاقس تم إلقاء القبض على أفراد من العصابات المأجورة بفضل اليقظة المستمرة من خلال اصطياد عدد من السيارات التي يحمل بعضها لوحات منجمية زرقاء و بها أسلحة ، كما أشارت مصادرنا إلى انه تم إيقاف شاحنة تابعة لإدارة السجون والإصلاح و بها كمية من الأسلحة. كما تم حجز كمية من الأسلحة في احد المصانع بطريق قرمدة وكمية أخرى مشابهة في ضيعة راجح بن عبد الله في جبنيانة. وفي قفصة شهدت المدينة يوم الأحد إيقاف بعض المشبوهين والذين ثبت وجود بعض قطع السلاح عندهم وتكفل الجيش بإيقافهم بمساعدة بعض المواطنين ويبدو أن الأوضاع الأمنية سائرة نحو الانفراج حيث لم نسجل ليلة الأحد و يوم الاثنين أحداثا تذكر. و في مدينة المنستير تم أمس الاثنين إيقاف سيارة مرسيديس مسلحة و أخرى تمت محاصرتها في مدينة الساحلين بعد تبادل لإطلاق النار.