لم يتقدّم اليوم الجمعةالمجلس الوطني الانتقالي للثوّار بليبيا خلافا لما كان متوقّعا بطلب الاعتراف به رسميّا من تونس. وأدّى اليوم السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس زيارة إلى تونس بدعوة من الرئيس المؤقت أجرى خلالها مقابلة مع الوزير الأوّل المؤقّت الباجي قايد السبسي. وبسؤاله عن مسألة الاعتراف إثر الزيارة، صرّح السيد عبد الجليل أن ما قدّمته تونس لليبيّين يتجاوز مسألة الاعتراف، وأنه سيكون للتونسيّين دور هامّ في مرحلة بناء ليبيا بعد الثورة، مشيرا إلى الاعتماد رئيسيّا على اليد العاملة والكفاءات التونسية. ويرى الملاحظون أن عدم طلب الاعتراف من قبل المجلس الانتقالي يأتي على خلفيّة سياسية حتّى تتمكّن تونس من مواصلة لعب دور الأرض المحايدة التي يتقابل فيها الفرقاء، إضافة إلى أسباب إنسانية حفاظا على اللاجئين وعلى التراب التونسي من خطوة انتقامية من قوّات القذّافي. وينزّل المراقبون زيارة المبعوث الروسي ميخاييل مارغيلوف إلى تونس أمس والذي صرّح أن تونس يمكنها أن تلعب دورا حيويّا للوصول إلى حلّ سياسي في ليبيا. وكان الوزير الأوّل المؤقت الباجي قايد السبسي قد صرّح يوم الاثنين الماضي في لقاء على قناة الجزيرة أن تونس مستعدّة للاعتراف بالمجلس إذا طلب منها ذلك، كما وجّه الرئيس المؤقت في اليوم الموالي اتهاما إلى العقيد القذّافي بالسعي لإجهاض ثورة تونس.