تواصلت ردود الفعل المختلفة تجاه بث قناة نسمة تي في لشريط قالت عناصر سلفية انه يمس من الذات الإلهية. و في اتصال براديو كلمة اعترف السيد سيف الدين بن حسين أمس بدعوة بعض شيوخ السلفية الشعب التونسي إلى التظاهر أمس من اجل المطالبة بإغلاق قناة نسمة تي في و محاسبة المسؤولين على بث هذا الشريط. و قال السيد سيف الدين بن حسين احد أهم الوجوه السلفية و المعروف بأبي عياض أن بث الشريط في هذا الوقت بالذات يندرج ضمن مخطط لجر الشباب المسلم إلى العنف و رد الفعل و يهدف الى صرف الأنظار عن المشاكل الحقيقية للبلاد في علاقة بزيارة الوزير الأول في الحكومة المؤقتة إلى واشنطن. وأكد أبو عياض على سلمية التحركات و لكن في المقابل اعتبر انه لابد من محاسبة من اعتبرهم مجرمين في حق هوية الشعب و دينه. و اعتبر أبو عياض أن بيان وزارة الشؤون الدينية مضحك و لا يمكن أن يكون معبرا عن مشاعر المسلمين وجدد مطالبته بضرورة إغلاق القناة و محاسبة المسؤولين . من جهتها دعت وزارة الشؤون الدينية في بلاغ نشرته أمس كافة التونسيين ووسائل الإعلام المرئية و السمعية و المكتوبة العمومية و الخاصة الى ضرورة احترام العقائد و المقدسات الدينية ووجوب الالتزام بمبادئ السلم الاجتماعية و بمطالب التوافق بين جميع التونسيين لتيسير عملية الانتقال الديمقراطي في كنف الحرية و المسؤولية، كما طالبت بنبذ العنف بجميع أشكاله المادية و المعنوية و التمسك بأخلاقيات الدين الحنيف. وعبرت حركة النهضة في بيان تحصلت كلمة على نسخة منه عن صدمتها و إدانتها الاعتداء على عقائد الناس ومقدساتهم و دعت إلى التمييز بين حق التعبير و التفكير و بين ما قالت انه تطاول على العقائد و المقدسات و اعتبرت أن استفزاز الناس أو إثارة قضايا جانبية من شانه تهديد السلم الأهلي ووحدة الشعب و تجانسه التاريخي. كما عبرت حركة النهضة عن استغرابها من توقيت بث الشريط و تساءل عن مرامي و دواعي أصحابها، كما اعتبرت ان ما حصل من قناة نسمة خرقا للقانون الانتخابي ودعوة إلى التباغض الديني بالاشتهار لبعض الأطراف المترشحة على حساب البعض الأخر. و دعا الحكومة المؤقتة والهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتطبيق القانون لحماية سلامة المسار السياسي. و دعا كل الجماهير إلى اليقظة و التوجه نحو الموعد الانتخابي و تجنب السقوط في ما قالت انه فخاخ يرمي أصحابها من ورائها إجهاض الثورة و إدخال البلاد في المجهول. من جهته اعتبر السيد سمير بالطيب عضو المكتب السياسي لحركة التجديد و مرشح القطب الحداثي أن الشريط عادي و لا يمثل مسا من عقيدة الشعب واعتبر إن ردود الأفعال كانت جاهزة و هدفها إفساد العرس الانتخابي و اتهم بعض الأطراف الداخلية و الخارجية في التورط وراء هذه الأحداث. وقال حزب المجد في بيان تحصلت كلمة على نسخة منه أن قناة نسمة سقطت في الاستفزاز المجاني سيما في هذا التوقيت الذي يتوجب فيه على الجميع تفادي زرع البلبلة في البلاد. وأدان حزب المجد جميع أشكال العنف معتبرا أن الاحتكام إلى مؤسسات الدولة هو ارقي أنواع التعبير مستنكرا السلوك الاستفزازي لقناة نسمة و الذي قال انه لا يخدم الاختلاف النزيه ودعا الجميع إلى التعقل و ضبط النفس و تقديم مصلحة تونس على المصالح الفئوية الضيقة وفي ردود الفعل دائما رفضت نقابة الصحفيين الاعتداء على المؤسسات الإعلامية و تهديد العاملين فيها مؤكدة تمسكها بالدفاع عن حرية الإعلام و التعبير السلمي عن الرأي وفق الضوابط و رفض كل أشكال التعصب ،كما عبر المكتب التنفيذي للنقابة عن دعمه لحق الاحتجاج و التظاهر السلمي و القانوني بعيدا عن كل مظاهر التطرف و العنف. كما أدانت الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام كل أشكال العنف ودعت إلى حماية الحق في "حرية التعبير". وطالبت الحكومة بإصدار المراسيم المتعلقة بتنظيم المهنة و دعت الى التحلي بالمسؤولية تجاه موعد انتخابات المجلس التأسيسي لقطع الطريق أمام كل محاولات التشويش و إرباك العملية الانتخابية. أصدرت أمس الاثنين 10 أكتوبر هيئة الحملة الانتخابية لقائمة البديل الثوري بسوسة والمدعومة من حزب العمال الشيوعي التونسي، بيانا تدين فيه بشدة الاعتداء الذي طال الحرم الجامعي وتدعو السلطات الجهوية إلى "تحمل مسؤوليتها في حماية الفضاءات التربوية والمواطنين من أي عنف قد يطالهم". ودعت الهيئة في بيانها كل فعاليات المجتمع المدني والسياسي إلى أن التصدي لما اعتبرته "الممارسات المشبوهة" التي تسعى إلى إرهاب الشعب التونسي خاصة في هذا الظرف الدقيق، حسب نص البيان. ومن جهته، ندد حزب آفاق تونس في بيان له أمس الاثنين بالأحداث التي شهدتها كلية الآداب بسوسة، كما عبر عن تخوفه الكبير من أي تصعيد قد يدخل البلاد في دوامة من المخاطر التي قد تعطل مسارها نحو الحرية والديمقراطية. كما دعى الحزب بدره كل القوى الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الظرف الدقيق والتصدي إلى هذه الأفعال، حسب ما جاء في البيان. وفي سياق متصل، استنكر السيد منذر بن عمار منسق اللجنة الإعلامية والاتصالية لحزب المبادرة أحداث العنف التى شهدتها العاصمة يوم الأحد مؤكدا أنها لا تخدم مصلحة البلاد، وشدد على رفض حزبه كل أشكال العنف والتشنج والانحرافات، كما دعا كل الأطراف إلى التحلي بالمسؤولية في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به البلاد.