يسعى المنتخب التونسي إلى فكّ العقدة الغانية وبلوغ الدور نصف النهائي عندما يلاقي النجوم السوداء اليوم الأحد في فرانسفيل في الدور ربع النهائي للنسخة الثامنة والعشرين من نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فيفري الحالي. ويشكل المنتخب الغاني عقدة لنسور قرطاج في العرس القاري حيث لم يفلحوا في الفوز عليه في 6 مباريات جمعت بينهما حتى الآن، وخرجوا منهزمين في 5 مباريات أبرزها نهائي عام 1965 في تونس 2-3 بعد التمديد (الوقت الأصلي 2-2) في 21 نوفمبر، ونصف نهائي 1978 في غانا صفر-1. ونجحت تونس مرة واحدة في تفادي الخسارة أمام غانا في النهائيات القارية وكان ذلك في أول مواجهة بينهما في الدور الأول لنسخة 1963 في غانا عندما تعادلا 1-1. وخسرت تونس 3 مرات أمام غانا في الدور الأول أعوام 1982 (صفر-1) و1996 (1-2) و1998 (صفر-2). والتقى المنتخبان 7 مرات ودياً، فازت غانا مرتين وتونس 3 مرات، وتعادلا مرتين. وشدّد مدرب تونس سامي الطرابلسي على قوّة المنتخب الغاني على مدار التاريخ خصوصاً في الآونة الأخيرة التي أبلى فيها بلاءً حسناً قارياً ببلوغه نهائي النسخة الأخيرة ودور الأربعة في النسخة قبل الأخيرة على أرضه، وعالمياً بتأهله إلى ربع نهائي مونديال 2010. وأوضح الطرابلسي الذي يسعى إلى تكرار انجازه الذي حققه مع منتخب اللاعبين المحليين عندما قاده إلى اللقب العام الماضي: "لا أحد يشكّ في قوة المنتخب الغاني والنجوم الذين يشكلون مجموعته، لكنّ منتخبنا الشاب لا يقلّ أهميةً وطموحه الذهاب بعيداً في هذه البطولة". وتابع المدرب التونسي: "لا نفكر في العقدة الغانية لأنّ كل مواجهة لها ظروفها وخصوصياتها وزمانها. نحن الآن نركز على مباراة الغد التي سيكون الملعب هو الفاصل فيها. إنها مباراة إقصائية ولا مجال فيها للخطأ خلافاً لمباريات الدور الأول". وأردف الطرابلسي قائلاً: "أظهر المنتخب التونسي تطوراً ملحوظاً بين مباراتيه الأوليين أمام المغرب والنيجر ومباراته الأخيرة أمام الغابون على الرغم أننا خضناها بفريقنا الرديف. قلت منذ البداية أنّ هدفنا الذهاب أبعد حد ممكن، ونتعامل مع كل مباراة بظروفها وأنه ليس لدينا أي مفاضلة بين منتخب أو آخر، وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحقيق الفوز". وأكد الطرابلسي أنّ الحالة المعنوية للاعبين عالية جداً وهم ينتظرون بفارغ الصبر الدخول إلى أرضية الملعب للدفاع عن حظوظ تونس لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 2004 والسادسة في التاريخ، قائلاً: "إذا لعبنا بالروح القتالية والانضباط التكتيكي الذي أظهرناه في الدور الأول سننجح في تخطي غانا". غانا تريد اللقب وحجزت غانا بطاقتها إلى ربع النهائي دون أي خسارة حيث تغلبت على بوتسوانا 1-صفر ومالي 2-صفر وتعادلت مع غينيا 1-1، وأظهرت إشارات واضحة إلى أنها لن ترضى بغير اللقب لتعويض خيبة أمل النسخة الأخيرة عندما خسرت أمام الفراعنة بهدف وحيد سجل قبل 5 دقائق من نهاية الوقت الأصلي. ويستعيد المنتخب الغاني في مواجهة الغد خدمات قائده جون منساه الذي سجل له هدف الفوز في مرمى بوتسوانا قبل أن يطرد في المباراة ذاتها، وبالتالي فإن عودته ستعطي دفعاً معنوياً هائلاً للفريق بالنظر إلى الضمانات الدفاعية التي يوفرها. وقال المدافع إيساك فورساه العائد لتوه من إيقاف لمدة مباراتين: "سنقاتل بضراوة من أجل مواصلة مشوارنا الناجح في البطولة وفك الصيام عن الألقاب دام 30 عاما". أما لاعب الوسط ديريك بواتينغ فقال: "تونس تملك منتخباً قوياً ومنضبطاً في أرضية الملعب، نحن نعرف بأنّ مهمتنا لن تكون سهلة، لكننا نأمل في تقديم الأفضل من أجل تحقيق الفوز والتأهل إلى نصف النهائي". وتلقى لاعب وسط غانا أنطوني أنان خبراً مفجعاً أول من أمس يتعلق بوفاة والدته، بيد أنه قرّر البقاء مع منتخب بلاده حتى نهاية البطولة. وبحسب الموقع الرسمي للمنتخب الغاني على شبكة الإنترنت فإن صوفيا سامبسون، والدة انان، توفيت أول من أمس بعد مرض مفاجىء. وأوضح رئيس الاتحاد الغاني كويسي نيانتاكيي في رسالة تعزية إلى اللاعب أنّ الاتحاد الغاني سيواصل دعمه له في هذه اللحظة العصيبة. وقال نيانتاكيي: "لقد تحدثنا مع أنطوني وعائلته في غانا لنقدم لهم دعمنا في هذا الوقت العصيب للغاية". وأضاف نيانتاكيي: "بما أن أنطوني قرّر عدم مغادرة معسكر المنتخب في كأس الأمم الأفريقية والعودة إلى بلاده، فإن الاتحاد الغاني والمدربين واللاعبين وجميع أجهزة المنتخب سيواصلون تقديم الدعم له".