كان من المنتظر أن تشهد تونس، خلال هذه الأيام، إحياء الاحتفالات الرسمية لزيارة معبد « الغريبة » بجزيرة جربة وكان من المنتظر أن تستقبل الجزيرة بالمناسبة أكثر من 7 آلاف زائر خلال هذه الفترة. لكن، وبسبب الأزمة الصحيّة، التي يعيشها العالم جرّاء تفشي وباء كورونا، تقرر إلغاء هذه الزيارة تطبيقا لمقتضيات الحجر الصحّي وحفاظا على صحّة وسلامة التونسيين وزوّار الغريبة »، ذلك ما تقدّم به وزير السياحة والصناعات التقليديّة، محمد علي التومي، في رسالة بخصوص إلغاء الزيارة على الصفحة الرسميّة للوزارة على شبكة التواصل الاجتماعي. وتابع التومي في رسالته « وكما هو معلوم، فإن نجاح مراسم زيارة الغريبة سنويا يعطي بوادر ومؤشرات ايجابية على نجاح الموسم السياحي في تونس بالنظر إلى الأعداد الهامّة للزائرين سنويّا، والذي يساهم في خلق حركيّة سياحيّة وتجاريّة هامّة بجزيرة جربة ويساهم كذلك في انتعاشة عديد القطاعات خاصّة الفنادق والنقل السياحي والصناعات التقليدية والتنشيط السياحي والمواد الإستهلاكية وغيرها من القطاعات. ». واعتبر أنّ « زيارة الغريبة، هي حدث ديني وسياحي في الآن ذاته يستقطب الأنظار والاهتمام وطنيّا وعالميا. كما أصبح هذا الحدث، خلال السنوات الأخيرة، يشهد إقبال عديد الزوّار من ديانات مختلفة ومن عدّة بلدان للمشاركة في هذه الزيارة وللإطلاع على أجواءها، وهو ما يبرهن على أن تونس، وكما كانت دوما، أرض تسامح وتعايش وتلاقح الحضارات والديانات وتقدم من خلالها رسالة سلام للعالم ». وأوضح، بعد التحسّن النسبي للوضع الصحّي بتونس، وبالنظر إلى المؤشّرات الإيجابية التي تم تسجيلها في جزيرة جربة، أنّه « تمّ توفير كل الظروف لرفع العزلة عنها. وبفضل عزيمة أبناء الجزيرة وتكاتفهم، عادت الحياة مؤخرا إلى المنطقة لاعتبار المكانة، التي تحظى بها ليس فقط على المستوى السياحي وإنما على المستويات الإجتماعية والإقتصادية وكذلك الحياتية لسكان الجزيرة ولزوّارها. ». واضاف « جربة، جزيرة الأحلام، أرض النخيل والزياتين، سيعود لها بريقها كواجهة سياحيّة فريدة بعد انقشاع هذه الأزمة. الحياة ستعود طبيعيّة في جربة وعلينا أن نعمل جميعا على توفير كل الظروف المناسبة لاستعادة اشعاعها العالمي ». وتحدّث التومي في رسالته عن استعداد الجزيرة هذه الأيام إلى تخليد إسمها ضمن التراث الإنساني اذ تطمح تونس إلى أن تضيف إلى قائمتها بسجلّ التراث العالمي جزيرة جربة باعتبارها الجزيرة الأكبر بشمال إفريقيا « والأرض، التي انصبغت على مرّ مئات السنين بحضارات عريقة مثل الأمازيغية والقرطاجنيّة والرومانيّة والعربيّة الإسلاميّة لتعكس بذلك فلسفة حياة تكوّنت على مرّ العصور وتجسدت في منازلها التقليدية القابعة في التاريخ، وفي مساجدها العامرة، ومعبد الغريبة وبكل ما يحويه من كنوز تراثيّة ماديّة ولاماديّة حافظت عليه لقرون عديدة ». كما اعتبر أنّ « تصنيف جزيرة جربة كثالث أفضل وجهة سياحيّة في العالم سنة 2019، يعكس تميز هذه الجزيرة. فالسياح يأتونها بحثا عن الاسترخاء والترفيه وجمالية العيش فيها وكذلك بفضل مطارها الدولي ولما تزخر به من فنادق فخمة ذات جودة عالية في الخدمات وبنية سياحية متطورة وامتدادها على أكثر من 100 كلم من الشريط الساحلي، فضلا عن تواجد أكثر من 15 مركزا للمعالجة بمياه البحر تقدم خدمات استشفائية من طراز عال وأنشطة ترفيهية وثقافية وفنية، وزاد من جمالها ذلك الدفء وحرارة الاستقبال والعادات المميزة التي يجدها الزائرون عند « الجرابة ». كلها مقومات تساهم في الجذب السياحي وتجعل الزائر يستمتع بكل لحظة منذ أن تطأ قدماه أرض الجزيرة ليعيش الحلم الذي تمناه. ».