لم يعد يكفي اللبنانيين مصائبهم التي تتوالى تباعا من كل حدب وصوب جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة، ومن الهموم المعيشية التي تدفع بالناس إلى حافة اليأس. فقد برزت أخبار جديدة سلبية عن عودة جائحة كورونا إلى الواجهة ودخول البلاد في المرحلة الرابعة؛ فبعد أن فتح مطار رفيق الحريري مدرجاته أمام الطيران العالمي، بدأ توافد المغتربين بشكل كبير ولكن هذه العودة لا تحمل في المرات الكثيرة الأخبار السارة والمفرحة، فالعديد منهم كان يحمل عوارض كورونا معه من غير أن يعلم. وفي الأسابيع القليلة الماضية عاد فيروس كورونا لينتشر بقوة في مناطق عدة وخصوصا في القرى والبلدات، إذ تبين أن معظم أسباب الانتشار والتفشي السريع تعود إلى الاختلاط بالمغتربين الذين قدموا من الخارج. وقد ارتفعت الأعداد بشكل متسارع ما دفع وزير الصحة الدكتور حمد حسن إلى التنبيه من أن عقارب الساعة قد تعود إلى الوراء وقد يشهد لبنان عودة إغلاق شبه تامة وعلى المواطنين اتخاذ أقصى درجات الحيطة وضرورة الالتزام بالحجر المنزلي. فقد أكد مصدر في وزارة الصحة أنه بعد أسبوع استثنائي لجهة ارتفاع اعداد الإصابات بالفيروس، تتجه الحكومة اللبنانية بدءا من صباح غد الإثنين لاتخاذ إجراءات جديدة أكثر صرامة بهدف تفادي وقوع وضع كارثي يضع الجميع أمام خيارات قاسية؛ كإعادة إقفال البلد أو التوجه بشكل غير مباشر الى الطلب من كبار السن ومن الأشخاص الذين لا يتمتعون بمناعة بالتزام المنازل". وأضاف المصدر "إنه لا يمكن عمليا السيطرة على الوباء بنسبة تامة وكاملة فهناك مسار طبيعي لا بد أن يسلك طريقه ومن غير المستغرب زيادة الحالات مع إعادة فتح المطار وعودة الحياة إلى مجاريها، وكما الكثير من البلدان المتقدمة طبيا سنشهد ارتفاعا ملحوظا في عدد الحالات حتى مع التدابير اللازمة الوقائية فالاجراءات لا تخفف ولا تقصي الحالات برمتها". يذكر ان عدد الإصابات المسجلة حتى الآن هي 2777 حالة وسجلت 40 حالة وفاة ونحو 1450 حالة شفيت من الوباء