شنت السلطات المغربية ما بين الخميس الماضي ومساء الاثنين حملات لملاحقة واعتقال مهاجرين غير شرعيين متحدرين من دول جنوب الصحراء يختبئون في الغابات والكهوف المحيطة بجيب سبتة الإسباني شمال المغرب، على ما أفاد مركز حقوقي. وقال بيان لمرصد الشمال لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء إن "المئات من أفراد السلطات العمومية بمختلف أشكالها شنت منذ الخميس الماضي وإلى غاية مساء الاثنين أكبر عملية مطاردة للمهاجرين غير النظاميين المتحدرين من دول جنوب الصحراء والمتواجدين في الغابات والأحراش المحيطة بمدينة سبتة ". وتأتي عمليات المطاردة حسب المصدر نفسه "في سياق قيام مهاجرين بعملية كبرى شارك فيها مئات المهاجرين من أجل اختراق السياح الحدودي الفاصل مع مدينة سبتة، والبالغ طوله حوالي 9 كيلومترات، وعرضه 6 أمتار". وقامت السلطات المغربية حسب هذا المرصد ب"تعزيز نقط المراقبة المتحركة على طول الشريط الممتد بين مدينتي الفنيدق وطنجة (شمال) بنشر المئات من أفراد القوات المساعدة وسيارات ثابتة عند مداخل الشواطئ". وتأتي هذه الحملة في وقت أعلن بيان للمجلس الوطني لحقوق الإنسان مساء الثلاثاء أن "اللجنة الوطنية لتتبع ملفات تسوية وضعية المهاجرين ودراسة الطعون "تداولت 8644 ملفا، سبق رفضها من قبل اللجان المحلية الإقليمية المكلفة بدراسة طلبات التسوية" التي تقدم بها المهاجرون غير الشرعيين. وقدمت هذه اللجنة توصيات قالت عنها إنها "ستسمح بتسوية أوضاع 92% من مجموع الأشخاص الذين تقدموا بطلباتهم". وبداية أغسطس توفي 4 مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء غرقا أثناء محاولتهم الوصول سباحة إلى مدينة سبتة الإسبانية، كما توفي 15 مهاجرا بداية 2014 في محاولة مشابهة، لكن القوات الإسبانية استخدمت في هذه الحالة الرصاص المطاطي ضدهم. وتشكل كل من مدينتي سبتة ومليلية الواقعتين تحت سيطرة إسبانيا صلة الوصل البرية الوحيدة بين أوروبا وإفريقيا، وتجذبان آلاف المهاجرين الفارين أساسا من مناطق النزاع والراغبين في الوصول إلى أوروبا.