يعد معهد الهادي شاكر بصفاقس أو ما اصطلح على تسميته بالقرسون (lycée de garçon ) احد اهم و اعرق المعاهد الثانوية بالجهة اذ يعود تاريخ تاسيسه الى سنة 1953 حيث قامت السلط الاستعمارية الفرنسية آنذاك ببناء معهد ثانوي خاص بالذكور اداره فرنسي حتى موفى سنة 1961 تاريخ تونسة هذا المعهد و تعين أول مدير تونسي على رأسه و هو السيد عبد العزيز بن حسن . هذه السنوات العديدة التى مرت على تأسيسه تعاقبت خلالها أجيال و أجيال أفرزت رجالا و نساءا بررة من بينهم من هو محام و وزير و طبيبة و صحفي و غيرهم . جيل أواخر التسعينات تميز على غيره من الأجيال المتعاقبة على هذا الصرح العلمي الهام بمبادرة جمع الشمل و أحياء ذكريات الزمن الجميل وذلك من خلال تظاهرة ثقافية و فنية يعتزم تنظيمها مجموعة من قدماء المعهد يوم 16 من الشهر الحالي برحاب المعهد سيتم خلالها تكريم بعض الوجوه الإدارية و التربوية . و في الحقيقة هذه المبادرة أنطلقت تلقائيا على الفايسبوك في شكل مجموعة حوار و تلاقي بين جيل حقبة أواخر التسعينات الفترة التى تميزت بدخول العنصر النسائي ليصبح المعهد مختلط بعد عشرات السنين من الجنس الواحد و قد وجدت هذه المبادرة الفايسبوكية التجاوب السريع من قبل أبناء و بنات المعهد لتتحول سريعا الى خلية تعمل على احياء ايام الدراسة و تفعل علاقات الصداقة الماضية لتتوج نشاطها بلفتة كريمة لمن علمهم و تفانى في خدمتهم بتنظيم حفل تكريم على شرف بعض استاذة المعهد و إطاراته الإدارية و قد خضع اختيار هذه الوجوه الى التصويت من قبل أعضاء المجموعة بصفة ديمقراطية تجنبا لكل تأويل أو محاباة . و من المنتظر أن تُفعل هذه المجموعة التى تضم أكثر من 900 شخص من قدماء المعهد أكثر نشاطها بمعاضدة إدارة المعهد و دعمها ماديا و معنويا علما و أنه تم التعويل على إمكاناتهم الخاصة في تمويل هذه الأنشطة حيث تم فتح حساب جاري كلفت تلميذة من القدماء بتسيره و تعهد كل من المشاركين بدفع مبلغ مالي قدر ب50 د لانخراط في هذه المبادرة . و قد لاقت هذه المبادرة استحسان أبناء هذا المعهد الذين عبروا عن رجائهم أن تكون مفتوحة لمختلف الأجيال الذين تعاقبوا على المعهد و أن يمكنونهم من فرصة المشاركة و رد الجميل علما و أن جمعية قدماء المعهد التى يرأسها المحامي محمود شطورو تفاعلت مع هذه المبادرة و عبرت عن طريق رئيسها عن رغبتها في تقديم اسم و إرث هذه الجمعية كهدية لهذا الجيل الناشط حتى يواصل المسيرة . و في الأخير و كأبن من أبناء هذا المعهد و ممن عايشوا هذا الجيل في بداية التحاقه بالمعهد حتى سنة 1996 تاريخ مغادرة المعهد في اتجاه معهد الصحافة و علوم الأخبار ادعوا مؤسسي هذا العمل الناجح بعد هذا الحفل الى مسك زمام الجمعية و توسيع مجال عملها بضم اجيال اخرى من أبناء المعهد و تفعيل نشاطهم الدؤوب و حماسهم الفياض الى ارض الواقع خدمة لهذا الصالح العام و وفاءا لمن علمنا و نور عقولنا و حتى نساهم في أوجاع قليلا مما اخذنا . و في الأخير أودّ ان اقدم لزملائي الكرام قدماء معهدي باقتراح تكريم تلميذ من أنجب نجباء المعهد في تاريخه و ابن أستاذ و استاذة من اساتذة المعهد وافاه الأجل المحتوم في عز شبابه و هو المغفور له باْذن الله تعالى المرحوم قيس العروسي في لمسة وفاء لكل من شرف المعهد و ساهم في الرفع من شأنه علميا في مختلف المحافل و تاريخ المرحوم يشهد له بذلك .