جاء في بيان صدر يوم 04 جانفي 2017 عن النقابة العامة للقيميين والقيميين العاميين ثمن فيه انشاء ديوان الخدمات المدرسية واعتبرته استحقاق هيكلي لتأمين نجاعة الادوار الوجدانية والخدماتية الصحية والنفسية ومرافقة التلاميذ والاحاطة بهم وتقبّلهم ومساعدتهم على التكيف الدراسي والاجتماعي وتوفير الامكانيات اللوجستية والموارد المادية والبشرية التى تسهر على تفعيل أدواره. وذكر البيان أن العملية التربوية استكشفت آفاقا جديدة لتصبح تربية شاملة تهدف الى تكريس منهج يوازن بين ذكاءات ثلاث : ذكاء عرفاني وذكاء وجداني وذكاء جسمي .وتتيح للتلميذ المجال للعب والإبداع والراحة والعناية الصحية والنفسية والاجتماعية وتفجر طاقاته الوجدانية .هذا الجانب الجوهري في حياة التلميذ غيّبته نهائيا التربية التقليدية مما ضرب في مقتل الجوانب العلائقية والتواصلية والاندماجية وخلق حالة من اللاتكيّف سواء كان دراسيا أو اجتماعيا ، وأصبحت الحياة المدرسية حزينة ومنفرة يحي فيها الطفل والشاب في قطيعة مع ذاته ومع الآخرين والحال أن من مهام المدرسة الجوهرية تطوير علاقة تقبل للذات وللآخرين ترقي الى نفس درجة اهمية التمكن من القراءة والكتابة . كما اعتبرت النقابة العامة للقيميين والقيميين العاميين في بيانها أنه تكريسا لمبدأ الشمولية للمقاربة التربوية أصبح لزاما التفكير في استراتجية ممكنة لتجاوز محدودية الوسائل الموضوعية والهيكلية للقيام بأدوار التربية الشاملة والعمل على تحويل جذري للبنية التربوية الاساسية وفقا لمنهج يتقبل حاجيات العمل التشاركيّ والكفاءات المتفاعلة .وخلق فضاءات مشاركة وجدانية :المتابعة و الاصغاء وتطوير الطريقة التى يحيا بها التلميذ داخل الفضاء التربوي ، فالجلوس الى طاولة ملائمة والنوم بسرير مريح والتنقل في ظروف سلسة ومريحة والقدرة على التحدث عن الضغوطات …لا تقل اهمية عن الكفاءات المعرفية ، لنتمكن من تحقيق الغايات الكبرى التربوية وخلق بنية تغذي حاجة التلميذ الى الاطمئنان وقواعد التواصل والانتماء حتى يكون متقبلا جيدا للعرفة . واكدت البيان في هذا السياق ،ان ديوان الخدمات المدرسية الهيكل الممكن لتأمين المهام المذكورة أعلاه والواردة بتقرير "لجنة الاسناد المنبثقة عن مخرجات الحوار الوطني في نوفمبر 2015 بقيادة (وزارة التربية ،الاتحاد العام التونسي للشغل والمعهد العربي لحقوق الانسان ) حيث أقرّ تقرير اللجنة المذكورة أعلاه أن من "أهداف الاصلاح التربوي تهيئة المؤسسات التربوية طبقا للمواصفات العالمية …وتجويد الخدمات المدرسية وتحسين نمط الحياة داخل المؤسسة التربوية والبحث عن آليات مساندة لتمويل المدرسة مع مزيد تفعيل النظم الرقابية على المالية العمومية للوزارة ". وأضافت النقابة العامة للقيمين والقيمين العامين انها تعتبر ان كل تشكيك في مشروعية تأسيس ديوان الخدمات المدرسية يعتبر التفافا على مخرجات الحوار الوطني وإتفاقات الاتحاد العام التونسي للشغل المبيّنة أعلاه . -إن ديوان الخدمات المدرسية بوصفه مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تابعة لوزارة التربية ، لا يمكن التشكيك في عموميتها خاصة وان الوزارة تعهدت في تقرير "لجنة الاسناد" على الحرص بمعيّة بقية المشرفين على الحوار الوطني حول اصلاح المنظومة التربوية على "مزيد تفعيل النظم الرقابية على المالية العمومية للوزارة …ومراعاة سيادية القرار التربوي ." وفى ختام بيانها، دعّت كافة القيمين والقيمين العامين الى الدفاع عن مكانتهم كفاعل تربوي محوري بالحياة المدرسية من مهامه تحويل منغصات العيش المدرسي الى طاقة خلاقة باعثة على الابداع وانتاج ثقافة المغزى وان ديوان الخدمات المدرسية هيكلا إداريا مهمته تجاوز النقص الموضوعي في البنية التربوية التقليدية التى عجزت عن جعل الامر المنظم للحياة المدرسية الصادر منذ 2004 أمرا قابلا للتنفيذ .و أن التفعيل الأنجع لأدوار التأطير ومتابعة الاوضاع الدراسية والاجتماعية والصحية والنفسية و مرافقة التلاميذ واستكشاف الحالات التى تتطلب عناية وعلاجا كما ورد بأحكام العامة لمشمولات سلكي القييمين والقيمين العامين في حاجة الى هيكل إداري في حجم إدارة عامة أصطلح على تسميتها ديوان الخدمات المدرسية وفقا لمقاربة تربوية حديثة ومجددة لمنظومة شارفت على الاهتراء .