في كثير من تلفزات العالم، توجد حصص ألعاب فكريّة تنويريّة تسلّي و تنمّي ثقافة الإنسان و مهاراته سواء في الذاكرة أو الحساب الذهني أو دقة الملاحظة و غيرها و تساهم في تحسين مستواه في اللّغة. و لقد كبرنا على القنوات الفرنسية التي تقدّم ألعابا مشهورة ممتعة و معلّمة من أهمها "Des Chiffres Et Des Lettres" و "Motus" و "Pyramide"… و هي ألعاب فكرية لا تعتمد على القمار أو على الحظّ و الجوائز الضّخمة و جلّها لا يحتوي مسابقات الإرساليّات القصيرة التي يعطي أصحابها سؤالا سهلا و يجمّعون الأموال من عند المشاركين ثمّ يعيدون توزيع جزء من الأرباح على الفائز بالقرعة. إنّ برنامجا مثل "Des Chiffres Et Des Lettres" شهرته عالميّة و نجد له نسخا مقتبسة في أستراليا و إسبانيا و بريطانيا العظمى و غيرها من الدّول و هو يُبثّ في فرنسا منذ سنة 1972 ! أمّا الجوائز المهداة فيه فهي عبارة عن مناجد أو إقامة في نزل… فما أحوجنا إلى هكذا برامج فكرية بجوائز رمزيّة تشجيعيّة للمجتهدين ! و المؤسف أننا "نهاجر" إلى القنوات الفرنسية لنحقق رغبتنا في هذه النوعية من البرامج. و في ظلّ التوترات و الضغوطات التي يعيشها التونسي بفعل الحياة السياسية و الاجتماعية كان لزاما على أصحاب القنوات إمتاع المشاهدين و التخفيف عنهم عبر برامج ممتعة و منمّية للمعارف في ظلّ تصحر فكري بدأ يلقي بظلاله خاصة على الناشئة و الشباب. و الغريب أن قنواتنا تقلد الغرب في برامج الميوعة و لم تأخذ منه برامج التسلية الهادفة علما أن من وظائف وسائل الإعلام التثقيف و التنوير. و إن وُجدت برامج مسابقات فهي من أمثال "دليلك ملك" أو "Le Grand Tirage" التي ترسّخ الهرج و الرّبح السهل. فهل تجد الألعاب الفكريّة الهادفة طريقها إلى تلفزاتنا ؟ أرجو ذلك.