من الصعب أن أحدا من أقارب و أحباب و أصدقاء سي التيجاني سينسى عند أذان مغرب هذا اليوم الأول من شهر رمضان المعظم ما اثر عنه قوله منذ زمان : " ماذا تبقى من رمضان عشرتين و تسعة أيام " و اغلب الظن عندي أن سي التيجاني قد قال ذلك تعبيرا منه أن البداية هي إعلان عن النهاية وان دوام الحال من المحال وان كل شيء مهما طال ذاهب إلى زوال و قالها أيضا ليشحذ الصائمين بالعزيمة والصبر . والمتعارف بين المسلمين أنهم يبدؤون في عد ما يفصلهم عن بداية هذا الشهر قبل مدة طويلة وهو يكاد يكون الشهر القمري الوحيد الذي يعرفون بدايته و نهايته ويعدون أيامه عدا وآية ذلك انه بعد انقضاء الإثنتي عشر يوما الأولى يقول الصائمون " 12 طاش ، 13 طاش . . . " إيذانا بأن أيامه بدأت تنتهي . وفي ليلة النصف منه يقومون بالاحتفال ، وفي أواخر رمضان ومع اقتراب عيد الفطر تسمع من هنا وهناك والله اعلم تحسرا على أيامه أم شعورا ينم عن تنفس الصعداء " مشى رمضان …" الله اعلم هو يرجع وأحنا نعيشو و إلا لا. بعد أربعة عشر قرنا ماذا بقي من رمضان ، شهر عبادة أم عقبة في حياة المسلمين مرة في كل سنة كيفما يتسنى لهم قضاؤها يومهم سبات و ليلهم معاش بكل طرق و أساليب السبات و المعاش .