أسند، المعهد الثانوي محمود مقديش بصفاقس، أمس الاثنين "جائزة التحدي" التي أحدثها هذه السنة لتلميذة الباكالوريا اختصاص رياضيات، درة بن حميدة، التي حولت ألمها وحزنها وضعفها بسبب حادث خطير تعرضت له في حصة التربية البدنية خلال السنة الدراسية الجارية إلى قصة نجاح، بإحرازها على شهادة الباكالوريا بملاحظة حسن وبمعدل 14.16 رغم أنها أجرت المناظرة مثبتة بحزام طبي ومستلقية على ظهرها فيفراش باعتبار أن إصابتها في العمود الفقري تمنعها من الجلوس إلى الطاولة كبقية زملائها. وأسندت الجائزة في أجواء حميمية جمعت المربين والناجحين وأوليائهم خلال حفل نظمه المعهد الثانوي محمود مقديش بصفاقس لتكريم نجبائه في شتى الاختصاصات والمستويات. وكانت أبرز لحظات هذا الحفل وأكثرها تأثيرا في نفوس الحاضرين، الذين صفقوا طويلا، لحظة إسناد "جائزة التحدي"، للتلميذة درةالتي أصرت على ألا تكون سنتها الدراسية سنة البيضاء، وهو أمر كان مقضيا للعديد ممن حولها، إلا أنها كابدت إلى أن أجرت المناظرة في قاعة خاصة مجهزة بفراش وطاولة يتلاءمان مع حاجياتها الصحية بعد أن قضت شهرين كاملين، أي ما تبقى من السنة الدراسية، تصارع الألم وتتلقى دروسها بمساعدة زملائها وأساتذتها وعائلتها بشكل ذهني وهي مستلقية في فراشها لأنها لا تستطيع الكتابة. ولأن إصابتها كانت بليغة في إحدى فقرات العمود الفقري فقد كادت تؤدي إلى وفاتها أو إلى شلل دائم يلازمها، وفق ما أكده والدها، محمد بن حميدة، وهو طبيب، والذي بدا متأثرا بتحول أزمة ابنته ومصابها الجلل، على حد تعبيره، إلى نجاة من الهلاك وامتياز في الدراسة وعبرة لمن يريد أن يعتبر، وفق قوله. و"جائزة التحدي" هي جائزة يحدثها لأول مرة معهد محمود مقديش وقد فرضها الواقع بحسب مديره، خالد زليلة، الذي قال إنه أراد منخلالها توجيه رسالة لعموم التلاميذ والأولياء بأن الإعاقة البدنية وغيرها من الصعاب مثل الفقر لا يمكن ان تكون حاجزا أمام النجاح والتفوق مضيفا قوله "وها هي درة رسخت بما حققته هذه القناعة لدينا".