يُعتبر المندوب الجهوي السابق للتربية بصفاقس 2 الأزهر التونسي مثالا للمسؤولين الجدّيّين الناجحين.. كان رجل توافق..يمسك العصا من الوسط.. كان هادئا دائما.. لم يكن هدوؤه برودا مثل عديد المسؤولين.. بل هو تروّ و رصانة.. كان ناشطا و ميدانيّا و لم يكن يكتفي بالجلوس في مكتبه و التعامل مع الملفات و الأوراق.. تراه حاضرا في الاجتماعات و الاحتفاليات و الندوات يتحدث دون الاستعانة بورقة مكتوبة.. و يحضر أحيانا في الإذاعات لتقديم الإفادة في مناسبات هامّة.. هو ابن هذه المهنة النبيلة الشاقة فهو أستاذ تاريخ و جغرافيا يستعرض لك أحيانا بعض الشواهد من مجال تدريسه في مناسبات مثل اليوم الوطني للّباس التقليدي أو صفاقس عاصمة الثقافة العربية… تولّى المسؤولية في ظرف حسّاس يمرّ به التعليم في تونس و هو ما لا يخفى على أحد في ظلّ صراعات و تجاذبات و توتّرات مسّت مختلف الأطراف المشاركة في العملية التربوية من سلطة إشراف و تلاميذ و أولياء و نقابات و مدرِّسين و متفقّدين و مديرين و إداريين و عملة.. و ليس المسؤول الناجح من لا تقع مشاكل في إدارته بل هو الذي يعرف كيف يتجاوزها و يحلّها أو على الأقل يخفّف من حدّتها.. و قد نجح السيد الأزهر التونسي إلى حد بعيد في ذلك.. و حصول صفاقس 2 على المرتبة الأولى وطنيا في امتحانات الباكالوريا طيلة السنوات الماضية من أهم النجاحات التي تُحسب له و للأسرة التربوية.. و قد تواصلت هذه العادة الحميدة هذه السنة تحت إشراف المندوب الجديد عيسى شطورو أحسن خلف لأفضل سلف.. ترك السيد الأزهر التونسي أحسن الانطباعات في المندوبية التي ستقوم بتكريمه يوم الثلاثاء 18 جويلية 2017 على الساعة 13 بمقرّها بطريق قرمدة كم 8.. شكرا للسيد الأزهر التونسي على ما قدّمه للتعليم.. و بهكذا مسؤولين تكون مؤسسات الدولة في أيد أمينة.