تتواصل بمدينة فريانة من ولاية القصرين فعاليات الجزء الثاني من الدورة 51 لمهرجان سيدي تليل المغاربي، التي انطلقت يوم 23 أوت وتختتم غدا السبت 26 أوت، تحت عنوان « أيام الفروسية ». وتضمّنت التظاهرة باقة من العروض التنشيطية واللوحات الفلكلورية والألعاب التراثية الشعبية المتنوعة، حضرها جمهور غفير ناهز عدده 100 ألف زائر. كما أثث مجمل فقرات المهرجان حوالي 100 فارس من تونسوالجزائر وليبيا إلى جانب فرق شعبية تونسية وجزائرية وليبية منها فرقة « الزقايري » بحزوة وفرقة توزر للتنشيط السطمبالي وفرقة « النجع » الليبية و »عيساوية » فريانة وفرقة « غرداية » الجزائرية. وتنتظم على هامش هذه التظاهرة معارض للصناعات التقليدية المحلية والجهوية والوطنية، وسوق ضخمة لترويج منتوجات الجهة والمناطق المجاورة لها في شتى المجالات فضلا عن مسابقات شعبية و أمسيات في الشعر الشعبي بمشاركة ثلة من الشعراء من تونس وخارجها على غرار سعود الرتيمي ومحمد السويري (ليبيا) وعلي معيفي وبشير قذيفة (الجزائر) ونجيب الذيبي وأحمد عباسي (تونس)، إلى جانب فقرات استعراضية للعرس التقليدي والجحفة وعرض المدواري (حصان يرقص على أنغام الطبل والمزمار) مع استعراضات للفرسان بالبنادق وسباق بالأحصنة وجمال الصحراء. وانتظمت مائدة مستديرة ومداخلات فكرية للتعريف بتاريخ زاوية الولي الصالح سيدي أحمد تليل بفريانة التي شيدها سنة 1701 م وهي تضطلع منذ إحداثها الى اليوم بوظيفة تعليمية ودينية، فهي تحتوي على مسجد للصلاة ومدرسة تعليمية ومكتبة علاوة على غرف إقامة لحوالي 100 طالب يؤمونها من كافة أرجاء البلاد التونسية وفق ما ذكره مدير الدورة 51 من مهرجان سيدي تليل المغاربي الناصر التليلي. وصرح التليلي بالمناسبة أن هذا المهرجان يعدّ حدثا اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا بارزا بالجهة، واحتفالية مميزة تنشط خلالها الحياة الاقتصادية والثقافية بالمنطقة كما تمثل فرصة للتزاور وربط صلة الرحم وإحياء تراث الأجداد وعاداتهم وتقاليدهم وفرصة للتعريف بما تزخر به ربوع فريانة بصفة خاصة والقصرين بصفة عامة من مخزون تراثي مادي ولامادي متنوع. كما تمثّل هذه التظاهرة مناسبة لتمتين الروابط الثقافية والحضارية بين تونس و بلدان المغرب العربي.