من السلوكيات التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرنا بها كنوعٍ من أنواع نتائج الرحمة التي يتلبس بها المؤمن عدم المراء والجدال بغير علم، والله سبحانه وتعالى: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} ويقول سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} . والنبي صلى الله عليه وسلم ينهانا عن الجدال والمراء بغير علم؛ لأنه يكون فيه نوع من أنواع البهتان، وفيه نوع من أنواع الكذب، وفيه نوع من أنواع الجهل؛ فعن كعب بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من طلب العلم ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، ويصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار» حديث في منتهى القوة «من طلب العلم ليجاري به العلماء» يعني هو لا يريد العلم من أجل منفعة البشرية، وعمارة الأرض، وتصحيح عبادة الله هو يريد حتى يقال عنه إنه عالم، حتى يشاغب مع العلماء، حتى إذا جلس في المجالس يُلتفت إليه إذن أين الإخلاص؟ أين النية؟ أين خلوص النية لله سبحانه وتعالى؟ ليس هناك لا إخلاص، ولا خلوص، ولا نية صادقة، إذن هذا يكون مصيره إلى النار، أخرجه الترمذي. وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ضل قومٌ بعد هدى كانوا عليه إلا أُوتوا الجدل» ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} ، يريدوا المخاصمة، والجدال، والمنازعة، ولا يريدون أن يصلوا إلى الحق الذي هو عند الله، نحن نريد من المناقشة هناك فرق بين المراء والجدال، وبين المناقشة نريد مناقشة، لا بد أن تقوم على علم، ثانيًا: تتغيا الوصول إلى الحق، ثالثًا: تريد الوضوح، وعدم الرياء، وعدم السمعة، بل تريد المنفعة. وعن أنس بن مالكٍ رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ترك الكذب بُني له في ربض الجنة بيت، ومن ترك المراء وهو محق بُني له في وسطها، ومن حسُن خلقه بُني له في أعلاها» أخرجه أبو داود.