قدمت يوم 25 نوفمبر الجاري جمعية " الكندي " للموسيقى و البحث في الموسيقى بقابس باكورة إنتاجها الفني الممثل في العرض التجريبي للمسرحية الغنائية لمشروع " أصوات الملائكة " بعنوان " رحلة في تراث بلادي " إحتضنه فضاء المركز الجامعي للتنشيط الثقافي و الرياضي بقابس . وأمام جمهور غفير من أولياء الأطفال المشاركين و أقاربهم و عدد من المراسلين الاعلاميين و المولعين بالفنون عموما بالجهة قدمت مجموعة من الأطفال يصل عددها إلى حوالي 30 طفلا بين الجنسين لا يتجاوز معدل أعمارهم 15 سنة عرضا فنيا تتويجا لعديد الحلقات التكوينية الفنية المتواصلة التي استفادوا منها على مدى شهر كامل بفضاء مركب الطفولة بقابس و قد أمتع هؤلاء الفتية الموهوبون الجمهور بهذا العرض المسرحي الغنائي المتكامل و المميز على مدى حوالي نصف الساعة و اكسابه حالة من النشوة موسيقيا و غنائيا و قد لمس الحاضرون مؤشرا ايجابيا على النجاح و سرعة استيعاب هؤلاء المبدعين لما تلقوه من فنيات و تقنيات الاداء الركحي و الصوتي و تفاعل حسهم المرهف الجماعي مع الإيقاعات الموسيقية المتنوعة التي جمعت بين عديد الالوان الموسيقية على غرار الموسيقى التقليدية كالمالوف و الموسيقى الطرقية مثل السطمبالي و الحضرة و البنقة و الموسيقى الشعبية منها المداوري و النخة و البوزيقيه . و يذكر السيد علي شمس الدين رئيس جمعية " الكندي " للموسيقى و البحث في الموسيقى بقابس أن الجمعية تسعى جاهدة إلى ترسيخ ثقافة تنمية الموارد البشرية و المساهمة في الإصلاح الإجتماعي إعتمادا على المشاريع الثقافية الهادفة و أضاف أن إقامة هذا العرض التجريبي تندرج في إطار اعداد الاطفال لتطبيق المكتسبات الفنية على الرح أمام الجمهور و هي تجربة هامة لتطوير كفاءاتهم الفنية و اكتسابهم الثقة تكون دافعا ايجابيا على تقديم مردود حرفي و تميز ابداعي و أشار أيضا إلى أن هذا العمل الفني الذي يعد مشروعا ثقافيا فنيا و تربويا يهدف الى تأطير أطفال الوسط الطبيعي بمركب الطفولة بقابس بمساهمة من صندوق " الثقافة للجميع " الالماني و بالشراكة مع المندوبية الجهوية للمراة و الاسرة و الطفولة بقابس و أضاف محدثنا قائلا أن هذا المشروع الذي يساعد الأطفال المستفيدين على إحتضانهم و حمايتهم من الفقر و التشرد انطلق بتكوين أكثر من 40 طفلا في مختلف المجالات الفنية منها الرقص و الغناء و المسرح لانتاج مسرحية غنائية تنفرد بخصائص احترافية و أبرز أن هذه المجموعة ستشارك بعرض هذا العمل الفني في مختلف التظاهرات و المهرجانات المحلية و الوطنية و الدولية و ستخصص مداخيل كل العروض المقدمة لتوفير متطلبات و احتياجات 160 طفل الطارئة من ذوي العائلات المحدودة الدخل و فاقدي السند المادي بالجهة . هذا و تعود فكرة مشروع " أصوات الملائكة " و إدارته للأستاذ الباحث في العلوم الثقافية على شمس الدين و الاخراج المسرحي و الكورغرافيا للأستاذ نعيم بن شعيرة مدعوما بفريق محترف في شتى مجالات التكوين و الانتاج الفني من متطوعين و منشطي الطفولة . و من خلال مشروع " أصوات الملائكة " تتجلى أهمية هذه الأنشطة و مدى مساهمتها في تجنب مثل هذه الفئات الإجتماعية الوقوع في براثن الإنحراف و الإنخراط في مسلك العنف المادي و هو ما يؤثث حقيقة إلى خلق أرضية ملائمة لإستعادة هذه الشريحة العمرية دورها الفاعل الإيجابي و مزيد دعم بناء شخصيتها و قدرتها على الإندماج في محيطها الإجتماعي بكل يسر زيادة على مساهمتها الفنية في اثراء المشهد الثقافي .