بعد يوم أول حافل بالعروض المسرحية الممتعة والقيمة، كان الموعد يوم السبت 21 أفريل 2018 اليوم الثاني والختامي لمهرجان المسرح المدرسي الناطق بالفرنسية بالمحرس مع دفعة جديدة من العروض لا تقلّ قيمة وامتاعا تناولت في مجملها عددا من المواضيع الاجتماعية على غرار حقوق الطفل والمرأة والمسنين وبعض قواعد حفظ الصحة والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع. العروض الموسيقية التونسية والشرقية والأجنبية سجلت حضورها بامتياز كذلك سواء من خلال أغلب المقاطع المسرحية ونخص بالذكر عرض مدرسة العطايا بقرقنة أو من خلال وصلة نادي الكورال بمدرسة الآمال المحرس والتي كانت غاية في الروعة، حين جمعت بين الأغاني الدينية والوطنية والعاطفية ليتفاعل معها الحضور طويلا بالرقص والتصفيق، وحتى الزغاريد التي غمرت فضاء دار الثقافة بالمحرس، في مشهد أضفى صبغة عائلية لم تغب عن أغلب فقرات المهرجان وأفراد لجنة التنظيم. وبالعودة إلى العروض لمسرحية، فقد أبلى "أهل الدار" البلاء الحسن من خلال عروض مدارس نهج الشهداء والآمال و2 مارس والشعال وقطيفة الشفار التي أشرف عليها السيدات والسيد ماهر لزرق ونبيلة بن عبد الله وحياة مرزوق وجميلة شويب ومحبوبة العيادي. اللحظات الفارقة في المهرجان كانت من خلال انفتاحه على محيطه الجهوي بعروض مدارس المسعدين والمراكشي 2 والريشة الذهبية بإشراف السيدات جليلة الرمضاني وحنان كمون وليلى بن سالم، وكلها تعود بالنظر إلى المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس1. وغير بعيد عنها، وتحديدا في المندوبية الجهوية للتربية بصفاقس2 كان عرض مدرسة العطايا قرقنة بإشراف السيدة صباح الفرجاني فرصة جديدة للمهرجان ليتفاعل مع محيطه الجهوي. إقليميا، مدارس الشبان 1 المطوية وسيدي عبد الرحمان وذرف وشارع بورقيبة المطوية من المندوبية الجهوية للتربية بقابس أبت إلا أن تُدلي بدلوها في فعاليات المهرجان بإشراف السيدتين والسيد توفيق شابير وانصاف الحاج علي وراضية الحاج أحمد، قبل أن تترك المجال لمدرسة حي المنار جمال بإشراف السيد محمد بلبركية عن المندوبية الجهوية للتربية بالمنستير حتى تُساهم في إثراء المهرجان وإشعاعه. من خلال هذه العروض، أكدت لجنة التنظيم رغبتها في الذهاب بعيدا بالمهرجان الذي كبُر سريعا وانتقل في غضون سنوات قليلة من صبغته المحلية إلى الجهوية فالإقليمية، في انتظار أن يُشع وطنيا بما له من المُقومات التي تِؤهله إلى ذلك، على حد وصف محسن التومي مدير مساعد الحياة المدرسية والثقافية والاجتماعية بالمندوبية الجهوية للتربية بصفاقس1 الذي حرص على مواكبة المهرجان.