منحت لجنة تحكيم الطبعة الخامسة عشرة لمهرجان السينما الافريقية، المكونة من السينمائية السنغالية، انجيلي ديابونغ، والمخرجة المغربية الامريكية، تالة حديد، والسينمائية الالمانية، دوروثي وينير اضافة الى، اليكس موسى سوادوغو، المخرج السينمائي والمدير الفني لمهرجان "افريكاميرا" بألمانيا، وكذا الكاتب والناقد السينمائي الإسباني لويس باريز، منحت الفيلم المصري "ورد مسموم" لمخرجه، احمد فوزي صالح، جائزة أفضل فيلم روائي طويل. وعللت لجنة التحكيم قرارها بأن الفيلم فيه تجديد، أصلية ورؤيته التوثيقية التي نقلت الواقع كما هو. كل ذلك نجح المخرج الشاب الصاعد، أحمد فوزي صلاح في عكسه من خلال الفيلم. وكان الفيلم المصري "ورد مسموم" قد لقي إقبالا واسعا من طرف جمهور السينما بمهرجان طريفة للفيلم الإفريقي. وقد برمجت إدارة المهرجان نقاشات مفتوحة مع المخرج بعد كل عرض للفيلم بمختلف قاعات السينما بمدينة طريفة الساحلية. وبصالة "مسرح آلاميدا" تم عرض الفيلم للمرة الأولى حيث كان الإقبال واسعاً من طرف الجمهور الذي توافد بكثرة للقاعة المذكورة، قبل أن يتم عرض الفيلم للمرة الثانية بقاعة العرض بالكنسية العتيقة "القديسة ماريا". ودارت أسئلة الجمهور حول ظروف إعداد الفيلم وطبيعة عيش العمال بحي "الدباغين" بالقاهرة الذي تدور الأحداث به. ورغم أن موضوع الفيلم هو إجتماعي بإمتيار، ينقل حياة الدباغين بكل احترافية من خلال المشاهد القريبة القوية التي يحتويها، غير أن النقاش واسئلة الجمهور تجاوزت ذلك إلى الأوضاع الثقافية والإجتماعية والسياسية بمصر، العالم العربي وإفريقيا. وقد عبر الجمهور عن تعاطفه مع سكان الحي المذكور مؤكدين اعجابهم بالعمل السينمائي المصري للمخرج، أحمد فوزي صالح، الذي تمكن من إجاز فيلمه الروائي الطويل في ظروف تحولات سياسية عصيبة مرت بها مصر. وفي رده على تساؤلات الجمهور ابرز أحمد فوزي أنه "تمكّن من خلال الفيلم من نسج علاقة إنسانية وطيدة بالمكان والناس الذين يعيشون بالحي، إذ يعتبر نفسه ينتمي لهذه الفئة، وهو ما سمح له بنقل انشغالاتهم وكفاحهم اليومي بصورة أمينة وصادقة". إلى ذلك ذهبت جائزة الجمهور الى الفيلم التونسي "على كف عفريت" الذي اخرجته، كوثر بن هنية، ويروي الفيلم قصة واقعية حدثت في تونس سنة 2012 بطلها ثلاثة عناصر شرطة، اغتصبوا فتاة بضواحي العاصمة التونسية. وقد مثلت دور البطولة في الفليم الممثلة والشاعرة والمصورة التونسية، مريم الفرجاني. أفضل فيلم تسجيلي طويل تحصل الفيلم الوثائقي الطويل "ملاكمة لبريفيل" لمخرجه، آميدي باكومي، على جائزة افضل فيلم وثائقي طويل، ويتناول الفيلم قصة شاب ملاكم بالعاصمة برازافيل، حيث يواصل التدريب من اجل خوض نزالات عالمية، قبل ان تشهد البلاد الانتخابات الرئاسية وخروج الشعب للمطالبة بالديمقراطية. أفضل دور نسائي حازت الممثلة الزامبية، ماجيا مولومبوا، على جائزة احسن دور نسائي، عن دورها في فيلم "لست ساحرة" وتعد هذه هي المرة الأولى التي تمنح لجنة التحكيم لممثلة تبلغ من العمر تسع سنوات. وأدت الممثلة دور فتاة متشردة بمخيم معزول للسحرة، وقد نجحت الممثلة الصغيرة في ترجمة ذلك الدور بكل احترفية وبساطة وطبيعية. إشادة من لجنة التحكيم حصل الفيلم الوثائقي "مستقبل غامض" لمخرجه، ايدي مونيانيثا، على إشادة خاصة من لجنة التحكيم. وقد كان العرض العالمي الأول للفيلم بالطبعة الحالية لمهرجان السينما الافريقية بإسبانيا. إلى ذلك، حصل الفيلم المغربي "تذكرة سينما" للمخرج، ايوب اليوسفي، على جائزة افضل فيلم قضير ضمن فئة الافلام القصيرة. ويتناول الفيلم قضية طفل يحاول بكل وسيلة الولوج الى قاعة السينما لمشاعدة اخر عرض قبل اغلاقها، لكن والدته تصر على منعه. ويمكن للجنة تحكيم المهرجان منح ثلاثة جوائز من مجموع ستة جوائز وهي: أفضل فيلم روائي طويل، أفضل فيلم وثائقي طويل وأفضل دور نسائي ضمن فئة الأفلام الطويلة "هيبرميرتوبيا".