يشهد توزيع الماء الصالح للشراب كلّ صائفة إضطرابا في صفاقس ومعتمدياتها مما يتسبب في العديد من التشكيات من قبل المواطنين، حيث تواجه أحياء صفاقس مشاكل متواترة مرتبطة بإضطراب التزود بالمياه تزامنا مع إرتفاع درجات الحرارة. وتعلّقت بالإنقطاعات المتكررة للمياه إحتجاجات بعدد من مناطق ولاية صفاقس خاصة خلال الصائفة الماضية حيث بلغ عدد التبليغات عن الإنقطاع 21 بصفاقس وهي الثانية على مستوى وطني في عدد الإبلاغات وفق المرصد التونسي للمياه. وتعاني تونس من نقص فادح في مخزون المياه وفق تصريحات وزير الفلاحة سمير الطيب في وقت سابق، مما اضطر إلى الإلتجاء إلى استغلال المخزون الإستراتيجي، فهل قامت الدولة بدورها في إيجاد حلول لهذه الأزمة وهل توصّلت لإيجاد إستراتيجية لترشيد الإستهلاك والمحافظة على ما تبقى من المخزون المائي أم أن البلاد ستشهد قريبا "ثورة العطش" ؟ يذكر أن المدير الجهوي للشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بالجنوب أحمد صولة كان قد صرّح لموقع الصحفيين التونسيينبصفاقس خلال شهر ماي الماضي أن الشركة تقوم كل سنة برصد أماكن الاضطراب في توزيع المياه والنقائص خاصة بعد موسم الصيف الذي يُعرف بكثرة الإستهلاك من أجل الوقوف عليها وإصلاح ما يمكن إصلاحه. وأكد المدير الجهوي للصوناد بصفاقس في التصريح ذاته أن السنة الماضية شهدت نقصا في الموارد المائية بالمعتمديات الجنوبية من ولاية صفاقس على غرار الصخيرة والغريبة، لذلك تم التسريع في انجاز خط تربة عقارب وهو مشروع لتدعيم شبكة الجلب عقاربالمحرس الغريبة والصخيرة، وتم بناء خزان ب1500 متر مكعب ومحطة ضخ بالغريبة وكذلك خزان نصف مغمور بالصخير، مؤكدا ان الاشغال والتجهيزات الكهربائية انتهت خلال شهر أفريل المنقضي وسيتمّ تفادي العديد من النقائص الذي شهدها توزيع مياه الشرب في هذه المناطق خلال الصائفة الماضية، واصفا المنظومة بصفاقس بالهشة جدا وذلك لأن كميات المياه تأتي من مسافات بعيدة وهذا ما يجعلها رهينة كل الأحداث، حيث يؤثّر عطب صغير في أنبوب على تزويد الجهة بالمياه.