يفتتح يوم الخميس 27 جوان 2013 وزير التعليم العالي والبحث العلمي منصف بن سالم فعاليات الملتقى الدولي الثاني للماليّة الإسلاميّة حول "الرؤية الإسلاميّة لمقاومة الفقر والبطالة عن طريق الزكاة والأوقاف والتمويل الأصغر" المنعقد من 27 إلى 29 جوان 2013 بنزل سيفاكس بمدينة صفاقس. هذه التظاهرة العلمية الدولية من تنظيم كليّة العلوم الإقتصادية والتصرّف بصفاقس تحت إشراف جامعة صفاقس وبالتعاون مع الجمعيّة التونسيّة للزكاة والبنك الإسلامي للتنمية والمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب. وسيتمّ خلال هذا الملتقى التعرّض إلى دور الآليّات الماليّة الإسلاميّة في الحد من تفشّي ظاهرتي البطالة والفقر وذلك من خلال إستعراض وتقييم لنتائج مجموعة من التجارب عاشتها بعض الأقطار العربيّة والإسلاميّة. وفي هذا الإطار تندرج مداخلات المحاضرين وتتمحور حول ثلاثة مفاهيم رئيسيّة وهي الوقف والزكاة والتمويل الأصغر. في علاقته بالتنمية، ستتعرّض د.فتيحة لمعاشي من جامعة ابن زهر بأغادير بالمغرب إلى دور الوقف في تمويل التنمية البشريّة من خلال التجربتين الإسلاميّة والغربيّة. كما ستبيّن مداخلة د.عثمان بابكر أحمد من المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب أهميّة الوقف في معالجة الفقر والبطالة إستنادا إلى تجربتي السودان والكويت. هذا وسيقوم بعض ضيوف الملتقى بتقديم مداخلات تحدّد مفهوم الوقف أو ما يعرف سابقا ب"الحبس" في تونس ودوره إلى جانب الزكاة في تنمية المجتمعات المسلمة. و وفي نفس السياق تندرج المداخلة التي يعتزم تقديمها د.بشر محمد موفق لطفي من جامعة البحرين تحت عنوان أثر الزكاة والوقف في الرفاه الإقتصادي والإجتماعي. وهو ما يحيلنا على المفهوم الثاني "الزكاة" كآلية جديدة للتمويل والتنمية حيث سيتولّى د.ابراهيم أديب الجلبي من جامعة الموصل بالعراق تقديم مداخلة في هذا الصدد. وفي نفس المبحث، سيستعرض د.شريف مراد من جامعة المسيلة بالجزائر دور وأهميّة الزكاة في القضاء على مشكلة البطالة بالجزائر. كما سيقدّم د.حسن الهنداوي من الجامعة الإسلاميّة العالميّة بماليزيا التجربة الماليزيّة في إستثمار أموال الزكاة لمعالجة الفقر. إلى جانب آليّتي الوقف والزكاة، يشكّل التمويل الأصغر إحدى أهمّ الآليّات المعتمدة في المجتمعات المسلمة لمعالجة مشكل البطالة والفقر. ويقوم على تقديم قروض صغيرة للفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على قروض من البنوك أو من مؤسّسات الإقراض التجاريّة لأنّهم لا يملكون ضمانات، بحيث يستعملون هذا التمويل لإنشاء أو توسيع مشاريع صغيرة. وفي هذا السياق، سيتولّى كل من د.رامي عبد الكافي عن البنك الإسلامي ود.محمّد سامي نابي عن المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بجدّة التعرّض إلى دور التمويل الأصغر في بعث المشاريع. إنّ المتأمّل في برنامج هذا الملتقى وما يزخر به من محاضرات متنوّعة في مجال معالجة الماليّة الإسلاميّة يدرك أنّه ليس من العسير على مجتمعاتنا أن تتجاوز مشكلتي البطالة والفقر شرط التوظيف السليم والرّشيد للموارد وخاصّة منها المتأتّية عن طريق الزكاة والأوقاف والتمويل الأصغر. إنّ تفعيل هذه الآليّات يتطلب من الحكومات العمل على سنّ قوانين وتشريعات خاصة بالماليّة الإسلاميّة تتجاوز الإشكاليّات الفقهيّة يتبعها بعث مؤسّسات صيرفة إسلاميّة تعمل وفق هذه التشريعات للإشراف على الإستغلال الأمثل لهذه الموارد والذي يمكّن بحسب الخبراء من معالجة الأسباب المؤدّية إلى وقوع الأزمات الإقتصادية والإجتماعيّة التي تعاني منها معظم الدول المسلمة ويكفل حدّا من العدالة الإجتماعيّة فشلت في تأمينه الأنظمة الماليّة المستوردة التي زادت في تعميق الفوارق بين فئة قليلة من الأغنياء تحتكر الثروة وفئة كبيرة من الفقراء تفتقد أسباب خلقها.