كتبنا في هذا الفضاء٬ قُلنا ٬ تكلّمنا٬ صِحْنا. و لا حياة لِمن تُنادي! ما العمل ؟ ليس هناك من حلّ سوى مزيد الكتابة و الكلام و الصياح ٬ إلى أن تستوي الأمور و نُحقق المبتغى. و مُبتغى متساكن هذه المدينة أن يعيش كما يعيش الإنسان في بقية الكون׃ مقدار قليل من التوتر٬ و مثله من الازدحام٬ و مثله من التلوث. لا أكثر و لا أقل فتِلك هي أحوال المدن في كل أصقاع العالم. لكن هذا القليل الذي لا نتمتع به سوى في الليل و ” شوف و شوف”٬ إذ ينقلب إلى فيْض في النهار خصوصا أيام انتظام مقابلات كرة القدم بملعب الطيب المهيري٬ إذ تُؤمن المقابلة و لا يتمّ تأمين السيْر العادي للحياة من حوله. فحق المواطن في هذه الربوع في السلامة المرورية و في أن يتنقل و في أن يتجول أصبحت من الكماليات فما بالك بحقه في جودة الحياة. فالمنطقة كافة من حول الملعب (طريق المطار – طريق سكرة – طريق المحارزة – طريق قابس ) تتحول إلى ساحة وغى تسودها الفوضى العارمة׃ سيارات متكدسة على بعضها٬ مترجلون لا يقوون على السير ٬ متساكنون يختنقون ٬ أما أعوان المرور فلا تسأل عن أحوالهم! اليوم 23 نوفمبر من الساعة 13 إلى 14 قليل من لا يصاب بالحزن و من لا يعتصره الألم و من لا يشعر بالغثيان و هو ضائع في قلب ذلك الإعصار . لأنه يرى بِأُم عينيه كيف تهدر طاقات البلاد المعنوية و المادية.