غريب ما تعيشه مؤسّستنا التربويّة هذه الأيّام فهي تعاني من النقائص على جميع المستويات نقص في الإطار التربوي والإداري وتجاذبات سياسيّة تجاوزت أسوار المؤسّسة وأصبح التلميذ طرفا فيها … هذا التلميذ الذي نحمّله أكثر من طاقته أبتلي كذلك بما يحدث خارج اسوار هذه المؤسّسة فالكلام البذيء يحاصره بمجرّد خروجه من القسم وتجاوزه باب المعهد ليجد في إنتظاره بانديّة آخر زمان ليذيقوه انواع العنف والالفاظ السّوقيّة والتحرّش وكذلك الإبتزاز فهذا التلميذ الذي لم يتجاوز 16 سنة من العمر وأقل أصبح عرضة للآلات الحادّة التي تلامس جنبه وقد تنغرس فيه لو لم يسلّم هاتفه الجوّال أو ما تبقّى من مصروفه اليومي لبانديّة يرابطون أمام المعاهد والمدارس الإعداديّة وحتّى الإبتدائيّة وخاصّة في قلب المدينة بمعهد 9 افريل والحبيب بورقيبة والحبيب معزون و18 جانفي والطاهر الحدّاد وخاصّة في منتصف النهار والسادسة مساء الشيء الذي أجبر عديد التلاميذ على التذرّع بشتّى الاعذار حتّى لا يلتحقوا بمقاعد الدّراسة وفي ظل هذه الوضعيّة فما على رجال الامن إلا تطهير المؤسّسات التربويّة من هذه الادران التي أساءت لمؤسّسساتنا وبثّت الفوضى والرعب والخوف وتسيير دوريّات في هذه الاوقات وفرض حزام ومنطقة أمان حتّى يلتفت التلاميذ لدراستهم .