انتظمت أمس ندوة صحفية للملتقى الدولي لموسيقات العالم الذي ينتظم من 12 الى 23 نوفمبر الجاري بثلاثة فضاءات هي المسرح البلدي بصفاقس، وبرج القلال، ودار فرنسا. منظم هذا الملتقى في نسخته الاولى هي جمعية جديدة ربطت اسمها بالثقافة وبالخصوص بالموسيقى " جمعية نهوند، لقاء الثقافات " وهي بذلك ستعمل بداية من هذا الشهر في تحويل مدينة صفاقس الى عاصمة عالمية للموسيقى، بما يعني ذلك من احساس وذوق وتنوع ثقافي وحضاري وانفتاح ذكي على الاخر. ولا استحضر من الاسماء في اول لقاء الا عمر الفراتي رئيس الجمعية، وعلياء الشرفي الكاتبة العامة لها وخديجة المعالج… وقائمة طويلة من الشباب من الجنسين كلهم حماس وحيوية وعطاء لهذه المدينة. الواقع ان هذه الجمعية فاجأتنا حتى لا أقول أبهرتنا. لأنها تملك رؤية جديدة، ومقاربة جديدة في العمل الثقافي. و ما أحوجنا كما قالت السيدة ربيعة بن فقيرة الى تفكير جديد يقطع مع الاساليب القديمة في العمل الثقافي، بما فيها المهرجانات الكبيرة، واكتشاف ابداعات أخرى وطنية وعالمية، تتجاوز أسماء الفانين الكبار شرقا وغربا. هذه الجمعية أعدت ملف برنامجها منذ شهر جوان الماضي، وحصلت على الدعم الكافي من القطاع العام أساسا واحتضنتها المندوبية الجهوية للثقافة كما يلزم من أداء الواجب. والجمعية الجديدة تعمل بحركية وتناغم وواعية بأهدافها وبأغراض عملها وبتصوراتها المستقبلية. ومن رايي ان هذه الجمعية هي نتاج هذه الحركية الثقافية التي عرفتها مدينتنا خلال الشهور الاخيرة، ونتمنى ان تفتح مسالك في العمل الثقافي النوعي، فصفاقس لابد ان ترفع من سقفها الثقافي حتى تكون جديرة بالانخراط في قائمة التراث العالمي من خلال العلاقة الجدلية التاريخية بين المدينة العتيقة/باب بحر. ثم ان " الاتتفاضات" عادة بحاجة الى عمق ثقافي لتغيير العقليات والسلوكيات والاذواق. البرنامج زاخر بالفقرات وسيكون حسب المنظمين" حدث استثنائي وفريد من نوعه"، يكون فكريا حواريا حول قضايا الثقافة والفنون والموسيقى في الصباح، بمشاركة د. لسعد الزواري، سامي صادق، ماري خوزيه جيستموند، كريستيان موسيه، كمال دفرين وغيرهم، ويتفرغ في المساء للعروض الفنية من تونس والمغرب والسينغال: عبير التصراوي، أبلاياي سيسوكو، نادية خالص، عشاق الطرب… وبما ان هذه الفعل الثقافي جديد فقد اقترحت على الهيئة ان يحضع هذه المشروع الى تقييم مابعدي بمشاركة الصخفيين والنقاد والخبراء، وبذلك يؤمن لنقسه شروط البقاء وألف باء النجاح والاستمرار وتتحول مدينة صفاقس الى ملتقى حقيقي لموسيقات العالم، وأذكر هنا ان صفاقس كانت في تاريخها كله مدينة منفتحة على الاخر ومدينة كوسموبوليت تتعدد فيها اللغات والاديان والحضارات. وكما تقول الحكمة مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة. أما مقام النهاوند فهو واحد من المقامات الشرقية الرئيسية في الموسيقى.