لقد هللّوا وكبروا وفرحوا وزغردوا بقرار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بأن تكون صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 لكننّا لم نفرح مثل فرحهم فصفاقس ليست جاهزة لهذه التظاهرة العربية فسورها بدأت حجارته تتساقط بنسق سريع وخطير كلّ يوم ولا أحد إلتفت إليه ومدينتها العتيقة صارت تأن وتتأوه من جدرانها التي تصدعت وأنذرت بأنها لن تقاوم السقوط ومن أسواقها ودكاكينها التي غزتها الفئران الشرسة المتوحشة وبالأوساخ المنتشرة في كلّ ركن من أركان مدينة صفاقس أفبهذه الوضعية ستنجح صفاقس كعاصمة للثقافة العربية بعد حوالي 20 شهرا فقط من الآن؟؟؟ ما ظننت إلا إذا إنتهت سياسة التهميش التي تعيشها المدينة منذ عقود وبدأت أشغال ترميم السور والبلاد العربي غدا وليس الأسبوع القادم وتنطلق حملات التنظيف علّنا نستطيع أن نقدم وجها مشرفا لصفاقس وللصفاقسية في سنة 2016 ونقطع مع ممارسات الماضي وهي تنظيف شارع أو إثنين من أين سيمرّ الوزير والوالي وممثل الألسكو ونزينّ واجهة باب الديوان وجزء من السور للإحتفالات فقط عملا بالمثل الشعبي " يا مزّين من برة آش حالك من داخل…."