قرطاج (وات) - استقبل السيد فؤاد المبزع رئيس الجمهورية المؤقت، ظهر الجمعة بقرطاج، وفدا من مديري الصحف الأوروبية والمتوسطية المشاركين في الندوة التي تنظمها الهيئة الوطنية المستقلة لإصلاح الإعلام والاتصال حول"دور الصحفي في مسار الانتقال الديمقراطي". وأبرز رئيس الجمهورية بالمناسبة خصوصيات المرحلة الانتقالية التي تعيشها تونس والجهود الرامية إلى إنجاح مسار الانتقال نحو الديمقراطية التي مثلت مطلبا أساسيا من مطالب ثورة 14 جانفي، مشددا على الدور الهام والمحوري لإعلام وطني حر ونزيه في رفد هذه الجهود وفي ترسيخ ثقافة التعددية والحوار والتعايش والتسامح. كما أكد في هذا السياق الحرص على دعم جهود تطوير الإعلام الوطني وعلى اتخاذ القرارات والإجراءات الضرورية في هذا الاتجاه، بما يجعل الإعلام ركيزة أساسية لكل عمل إصلاحي يرمي إلى جعل تونس بلدا يشارك كافة أبنائه ومختلف أطيافه السياسية وتياراته الفكرية في صياغة ورسم ملامح مستقبله. وأفاد مدير مؤسسة مركز الدراسات والتوثيق والعلاقات الدولية ببرشلونة جوردي فاكر آي فانيس، أن اللقاء كان مناسبة للتأكيد على أهمية المسألة الإعلامية في عملية التحول الديمقراطي في تونس. وقال "إننا متفقون على ضرورة أن تلعب الصحافة في هذه المرحلة الانتقالية دورها كاملا"، مشددا على ضرورة ضمان إحداث الإطار المناسب حتى يعمل الإعلام في كنف الحرية المطلقة ويستجيب لمتطلبات الصرح الديمقراطي الذي تتطلع تونس لبنائه. وأوضح كمال العبيدي رئيس الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال أن رئيس الجمهورية المؤقت، أكد على أهمية مساندة جهود الإصلاح في قطاع الصحافة، مجددا دعمه لكل الصحفيين الحريصين على النهوض بالمهنة. وأضاف أن "تجارب كل البلدان التي تحررت من الديكتاتورية، أبرزت ضرورة فتح الآفاق أمام الصحفيين حتى يتسنى لهم أداء رسالتهم" مبينا أهمية مساعدتهم على تحسين أدائهم المهني من خلال تكثيف فرص لتدريب الصحفيين ورسكلتهم. وأوضح رئيس الهيئة أن الصحفيين الذين حرموا طوال عقود من إمكانية ممارسة عملهم، هم في حاجة اليوم إلى تطوير مهاراتهم، مؤكدا أن "النهوض بوسائل الإعلام أمر حتمي لدفع الانتقال الديمقراطي في تونس وأن نجاح هذا المسار لن يتحقق إلا بوجود صحافة حرة وموضوعية".