القصبة (وات)- دعا الوزير الاول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي جميع التونسيين الى التصدي لكل من " يستهدف امن البلاد " والى الدفاع عن مكتسبات تونس وأهداف الثورة. وبين في كلمة توجه بها بعد ظهر يوم الاثنين الى الشعب التونسي ان الحكومة ستواصل دورها الى موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي مشيرا إلى ما تشهده البلاد هذه الأيام من عودة الى أعمال العنف والاحتجاجات والاعتصامات تقف وراءها أطراف سياسية هدفها إفشال هذه العملية الانتخابية وشدد على ان هذه انتخابات ستجري في موعدها المحدد ليوم 23 اكتوبر 2011. وأوضح السبسي ان الحكومة الانتقالية سعت بكل جدية خلال الفترة الأخيرة وبعد ان حصل " توافق عريض" على تأجيل الانتخابات إلى شهر اكتوبر إلى تحقيق الوئام بين مختلف الحساسيات السياسية وعلى انجاح هذه المرحلة الانتقالية. كما عملت على تطويق الاعتصامات و الاضرابات التي كانت غير قانونية وطالت مختلف القطاعات الحيوية بالحوار والانصات، حتى ولم انها لم توفق تماما في هذه المساعي ولاحظ ان التطورات التي برزت مؤخرا على الساحة السياسية والمتمثلة بالخصوص في " اعتصام القصبة 3" الذي " لم ينجح ولم يحظ بمساندة شعبية كبيرة" حسب تعبيره تقف وراءها أطراف اكتشفت انها غير مهيأة للانتخابات القادمة وباتت خائفة من ان تكشف هذه المحطة السياسية حجمها الحقيقي فلجأت إلى تعطيل العملية السياسية بكل الوسائل. وأكد الوزير الأول ان تزامن الاعتصام الجديد بالقصبة مع ما تشهده عديد المناطق من اعمال عنف واعتداءات طالت مؤسسات أمنية وعمومية دل بما لا يدع إلى الشك على ان ما يجري ليس مجرد احتجاجات بل الهدف منه ادخال البلبلة والفوضى حتى لا تتم الانتخابات في موعدها موضحا ان قوات الأمن والجيش الوطنيين تصدت لهذه الأعمال التي قامت بها عصابات اجرامية. وبعد ان أشار إلى اعتماد بعض الأحزاب اللغة المزدوجة في مواقفها من هذه الأحداث أكد قائد السبسي انه "على الأحزاب الا تهتم بالانتخابات فقط بل وايضا بعلوية القانون" مضيفا قوله " نريدها ان تندد بهذه الأمور الخرقاء." ودعا وسائل الاعلام إلى ان تعي اهمية الدور الموكول اليها في هذا الظرف خاصة في توعية التونسيين بان استتباب الأمن مسؤولية الجميع وليس في "تغذية الإشاعات " على حد قوله، ملاحظا ان بعضها ينادي إلى الفوضى ولم يستثن في ذلك الاعلام الرسمي. ولاحظ "ان الشعب التونسي الذي استطاع ان يتصدى إلى الطاغية لقادر اليوم على حماية مكتسبات الثورة " داعيا المواطنين الذين اعطوا المثل الأسمى في الدفاع عن ابنائهم مع قوات الأمن والجيش خلال امتحانات الباكالوريا ان يكونوا في مقدمة المدافعين عن البلاد وان يكونوا على بينة بان " شرذمة تستهدف امنهم ". وأكد السبسي ان الحكومة الانتقالية لن تسمح بتفاقم الوضع وستتصدى لقوى التطرف وغيرها ممن يسعى إلى المس من سمعة تونس واستحقاقاتها، مبينا انه اعطى الاذن بمتابعة المسؤولين عن هذه الأحداث. كما أكد ان الحكومة التي تعهد أعضاؤها بعدم الترشح للمجلس الوطني التأسيسي ملتزمة بالتخلي عن مهامها حالما يتم انتخاب هذا المجلس بطريقة شرعية.