تونس 16 ديسمبر 2009 (وات) تواصلت مساء يوم الثلاثاء بمقر المكتبة الوطنية بالعاصمة اشغال الندوة الدولية بعنوان /الشيخ الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الاسلامية/ من خلال تقديم اربع مداخلات تمحورت حول /الافتاء والقضاء عند الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور/ و/الشيخ الفاضل واصلاح التعليم/ و/محمد الفاضل ابن عاشور موءرخا للتشريع الاسلامي/ و/العلوم الشرعية والحكمية عند الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور/ وشكل موقف العلامة من اصلاح التعليم الزيتوني موضوع المداخلة الاولى التي قدمها الاستاذ ابو القاسم العليوى وابرز فيها اهتمام الشيخ بشؤون التعليم بجامع الزيتونة المعمور منذ شبابه الباكر وقد سنحت له الفرصة للادلاء بارائه وتوجهاته الاصلاحية خلال مشاركته في مؤتمر طلبة شمال افريقيا المسلمين الذى اقيم بتونس سنة 1931 وكان عمره انذاك 22 سنة واستعرض المحاضر تفاصيل التقرير الذى قدمه الشيخ الفاضل خلال الجلسة العامة للمؤتمر والذى ضمنه تحليلا لوضعية التعليم بجامع الزيتونة ونضال الطلبة الزيتونيين منذ سنة 1910 في سبيل تحقيق مطالبهم المشروعة وفشل لجان الاصلاح المتعاقبة بسبب مناهضة بعض الشيوخ المحافظين لاى عمل اصلاحي أما الشيخ عثمان بطيخ مفتي الجمهورية فتحدث عن الافتاء والقضاء عند الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وبعد ان عرف بمصطلحي الافتاء والقضاء عرج على ان الشيخ ينحدر من عائلة علم ومعرفة تولى افرادها وظائف علمية سامية وافاد المحاضر وهو ممن تتلمذوا على يدى الشيخ الفاضل انه كان يدرس القضايا دراسة جيدة ويطلع على النصوص ويراجع فقه القضاء ويناقش القضاة العدليين المحترفين بفصاحة نادرة وتعبير ساحر وقدم في جانب اخر من محاضرته نماذج من فتاوى الشيخ العلامة والتي نشرتها مجلة /جوهر الاسلام/ ما بين سنتي 1968 و 1970 مؤكدا التزامه بالمذهب المالكي مع انفتاحه على المذاهب الاخرى عند الضرورة ومن جهته اختار نجل الشيخ الفاضل الاستاذ رافع ابن عاشور الحديث عنه مؤرخا للتشريع الاسلامي فبين ان الشيخ الفاضل عمد الى استبدال مصطلح الفقه بمصطلح التشريع الذى يرتكز على عملية القواعد والاحكام وابراز البعد التاريخي لهذا التشريع باعتباره نتيجة مجهودات امتدت الى عدة قرون واشار في هذا السياق الى ان كل من نظر في مؤفات الشيخ العلامة يتبين له انه يجمع بين العلوم الشرعية وقضايا التجديد الفكرى فهو رجل التشريع والفلسفة ومن ناحيتها ابرزت الاستاذة منجية السوايحي من خلال مقتطفات لنصوص كتبها العلامة حول موقفه من العلوم الشرعية والحكمية انه اتخذ من الدعوة الاسلامية منطلقا لبناء نظرية المعرفة في الاسلام التي يرى انها تناولت الوجود بشقيه المادى واللامادى او ما سماه الشيخ الفاضل بالطبيعة وما بعد الطبيعة