تونس 17 ديسمبر 2009 (وات) اهتمت مداخلات الجلسة الخامسة والاخيرة للندوة الدولية حول /الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الاسلامية/ التي نظمتها بمقر المكتبة الوطنية بالعاصمة وزارتا الشوءون الدينية والثقافة والمحافظة على التراث من 15 الى 17 ديسمبر الجارى بمواضيع الشيخ الفاضل مؤرخا للافكار وللثقافة العربية بتونس ومترجما للاعلام التونسيين و مدافعا عن مجلة الاحوال الشخصية ومناصرا للقضية الفسطينية. وانطلقت المحاضرات بتسليط الاستاذ عمار الطالبي /الجزائر/ الضوء على نظرة الشيخ الفاضل التجديدية لقضايا الشريعة الاسلامية ورصده لتطور الفكر الاسلامي خاصة في ما يتعلق بالفقه من خلال الرجوع الى موءلفاته ومحاضراته. وبين في هذا السياق ان نظرة العلامة الفلسفية للاسلام تتميز باعمال العقل وسعة الاطلاع والاستفادة من مختلف الروافد الفقهية والثقافية. وتحت عنوان /محمد الفاضل ابن عاشور مؤرخا للثقافة العربية بتونس/ ابرز الاستاذ جمال الدين دراويل ما زخرت به حياة الشيخ الفاضل من الوان النشاط العلمي والثقافي والاجتماعي والنقابي والسياسي وقد تجاوز اشعاعه تونس ليمتد الى العالم العربي والاسلامي مشيرا الى ان الشيخ كان له الفضل في استنهاض الروح التشريعية الجديدة للمسلمين عن طريق الاجتهاد واعمال العقل. اما الاستاذ احمد صارى /الجزائر/ فتحدث عن محمد الفاضل ابن عاشور مترجما للاعلام التونسيين فأشار الى ان الشيخ العلامة اهتم بالترجمة لرجال السياسة والفكر والادب والعسكر فجاءت تراجمه دقيقة وشاملة للفقهاء والقضاة والمفتين والمصلحين والوزراء ومشاهير الادب والقادة العسكريين . وبخصوص موقف الشيخ الفاضل من القضية الفلسطينية حاضر الاستاذ عميرة علية الصغير حول هذه المسالة فأكد انه كان من جملة الاعلام المدافعين عن هذه القضية العادلة وقد تبلور ذلك في محاضراته في الفترة من1944 الى 1947 والتي كان يعرف فيها برموز الثورة الفلسطينية و يثني على الجهود العربية الاسلامية في الدفاع عن فلسطين باعتبارها قضية عربية اسلامية. كما انه دعا في عديد المناسبات الى التطوع الجهادى خدمة للقضية وعمل على جمع التبرعات لدعمها وتطرق الاستاذ عبد السلام بن حميدة الى الجانب النقابي في شخصية الشيخ الفاضل فذكر ان الاتحاد العام التونسي للشغل تأسس في جلسة تاريخية احتضنها مقر الجمعية الخلدونية في 20 جانفي 1946 وانبثقت عنها تسمية الشيخ رئيسا شرفيا للاتحاد ومنذ ذلك التاريخ وظف العلامة خطاباته ومحاضراته للتعريف بمبادىء العمل النقابي. وتحدث عن العلاقة التي ربطته ببقية اعضاء الاتحاد وخاصة منهم الزعيم فرحاة حشاد الذى تأثر بافكاره وتعلم منه الكثير ومن جانبه اهتم الاستاذ عبد الله الاحمدى بمناصرة الشيخ الفاضل لمجلة الاحوال الشخصية التي اعتبرها حدثا هاما في تاريخ تونس الحديث مفيدا انه كان من بين اعضاء اللجنة التي تشكلت في وزارة العدل بغرض تدوين قوانين المجلة. واوضح ان الشيخ الفاضل كان من المتصدين لانتقادات بعض الفقهاء لفصول المجلة معتبرا اياها قالبا جديدا لتشريع قديم واختتمت المحاضرات بشهادة قدمها الاستاذ ابراهيم شبوح الذى عاصر المحتفى به وكان رفيقا له في سفراته المتعددة ولاسيما منها الى مدينة القاهرة مشيرا الى الشخصيات السياسية والعلمية والادبية التي كان الشيخ يتعامل معها والتي تأثر بها وأثر فيها.