تونس (وات)- أكد مختصون و أكادميون حضروا أشغال مؤتمر دولي حول "دور المرأة في مواجهة العنف" يلتئم يومي 29 و30 سبتمبر الجاري بالعاصمة تونس ان التوقي من ظاهرة العنف داخل الأسرة يظل رهين التنشئة الصحيحة على الحوار وقيم التسامح والاحترام. كما أكدوا خلال هذا المؤتمر على ضرورة وضع برامج تدريبية ترمي إلى إيجاد حلول تحد من استعمال العنف وتدريب الأولياء والأزواج الجدد على تربية الأبناء على الثقة بالنفس واحترام الذات. وأوضح هؤلاء المختصون من جهة أخرى ان تفشي ظاهرة العنف يعود أساسا إلى أسباب أسرية وتربوية حيث ان التنشئة الاجتماعية على نوع من انتقاص الذات والتعود على الإهانة والخنوع يفرز شخصية قد تتقمص دور المعتدي وتمارس العنف على من هو اضعف منها. ويفرق اهل الاختصاص بين العنف المعنوي والنفسي والجسدي الذي قد يتطور الى ابشع الممارسات التي تصل الى حد القتل. ويتمظهر العنف المعنوي والنفسي والذي قد لا يعاقب عليه القانون إلى حد الآن لأنه لا يمكن إثباته بالحجة في الإيذاء اللفظي وتقييد الحرية والطرد من المنزل والإهمال. وتم التشديد خلال أشغال هذا المؤتمر الدولي على ضرورة تثقيف المرأة وتوعيتها بحقوقها بهدف التصدي لظاهرة العنف المسلط عليها والحيف الذي قد تتعرض له جراء التمييز على أساس الجنس والتوقي من كل السلوكيات العدوانية التي تستهدفها. كما تمت الإشارة إلى الدور المفصلي لوسائل الاتصال الحديثة ووسائل الإعلام والفضائيات في نشر ثقافة العنف وتهميش دور المرأة كشريك في التربية والمسؤولية داخل الأسرة وفي المجتمع. ويشار إلى ان هذا المؤتمر الدولي حول دور المرأة في مواجهة العنف ينتظم ببادرة من جمعية نساء ضد العنف الأردنية والجمعية التونسية للدعم الاسري " يسرين" وبمشاركة خبراء ومختصين من تونس والاردن ومصر والعراق. ويهدف المؤتمر إلى فتح حوار جدي حول ظاهرة العنف داخل المجتمعات خاصة العربية منها وتعميق التفكير في أسباب تفشيها سيما في المحيط الأسري وتوعية المرأة بأهمية تجاوز التعامل معها بسلبية واستكانة وخنوع وتقبل العنف على انه موروث حضاري في مجتمع ذكوري. ويتم العمل خلال الجلسات العلمية للمؤتمر على الخروج بتوصيات عملية واستراتيجات تحرك ميداني واضحة ستتم متابعتها وانجازها لاحقا.