تونس (وات) - مغامرة مسرحية طريفة سيخوضها الممثل فؤاد ليتيم في أول "وان مان شو" له بعنوان "مونولوغ السبسي" نص واخراج حاتم بلحاج الذي انطلق في تصوره "المونودرامي" للمسرحية من الاحداث التي شهدتها تونس بعد ثورة 14 جانفي. هذه الاحداث التي انطلقت معها تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس مثلت نقطة بداية التسلسل الدرامي لهذا العمل المسرحي حسب ما افاد به مخرجها وكاتب نصها حاتم بلحاج لوكالة /وات/ مضيفا ان عنوان المسرحية وان اوحى بتناول نقد هزلي لشخصية رئيس الحكومة المؤقت الباجي قائد السبسي الا انه لا يتضمن مشاهد وصفية او نقدية لهذه الشخصية السياسية البارزة. فعبارة "السبسي" في المسرحية وظفها مخرجها بمعناها المتداول في الحياة اليومية وهي السيجارة التي تحتوي على نوع من الحشيش المخدر حيث تقدمها الفتاة الشابة الثورية "نورة" في بداية المسرحية للبطل ليتعاطاها فيكون لها تأثير "الاستفاقة المنتعشة بعد التخدير" وهو ما سيضعه في حالة حوار مع نفسه متفاعلا في ذلك مع التيارات الفكرية والسياسية التي ظهرت بعد انهيار النظام البائد. وفي صميم هذا الحوار ينتقل البطل عبر مشاهد هزلية ساخرة بين مظاهر المعاناة النفسية والواقع المرير وحالة الضياع التي يعيشها الكثير من الشباب في غياب استعابهم الكامل للماضي وفهمهم المحدود للحاضر. ورغم النقد المباشر والضمني لتضارب الاراء والمواقف في كيفية تأمين فكرة الانتقال الديمقراطي لدى التونسيين الا ان المسرحية تحمل في طياتها ايضا رسالة أمل وتفاؤل بالمستقبل لان كسر حاجز الخوف والصمت هو في حد ذاته خطوة هامة نحو الديمقراطية على حد تعبير مخرج العمل. والى جانب التعويل على القدرات التمثيلية والفنية للممثل فؤاد ليتيم سيعتمد العمل كذلك على اختيارات موسيقية وضوئية لتكتمل العناصر الفرجوية ولتفادي الوقوع في "التهريج." مسرحية "مونولوغ السبسي" سيقدمها فؤاد ليتيم للجمهور في ساعتين الا ربع لاول مرة يوم 24 نوفمبر الجاري بالمسرح البلدي بالعاصمة. وتجدر الاشارة الى ان القائمين على هذا العمل المسرحي سيعقدون ندوة صحفية يوم 19 نوفمبر بمقر اذاعة "موزاييك أف أم" لتسليط الاضواء على تفاصيله بحضور الممثل فؤاد ليتيم والمخرج حاتم بلحاج.